الظاهر من حاله كما أن من عرف بالكذب في حديث واحد صار الكذب هو الظاهر من حاله وسقط العمل بجميع أحاديثه مع جواز كونه صادقا في بعضها فكذلك حال من عرف بالتدليس ولو بحديث واحد فإن وافقه ثقة على روايته وجب العمل به لأجل رواية الثقة له خاصة دون غيره وربما لم يسقط المدلس اسم شيخه الذي حدثه لكنه يسقط ممن بعده في الاسناد رجلا يكون ضعيفا في الرواية أو صغير السن ويحسن الحديث بذلك وكان سليمان الأعمش وسفيان الثوري وبقية بن الوليد يفعلون مثل هذا أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان الثوري يوما حديثا ترك فيه رجلا فقيل له يا أبا عبد الله فيه رجل قال هذا أسهل الطريق قرأت في كتاب أبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي أخبرنا محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار قال أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي وذكر الحديث الذي رواه إسحاق بن راهويه عن بقية قال حدثني أبو وهب الأسدي قال ثنا نافع عن بن عمر قال لا تحمدوا إسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة رأيه قال أبي هذا الحديث له علة قل من يفهمها روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن أبي فروة عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعبيد الله بن عمرو وكنيته أبو وهب هو أسدي وكان بقية بن الوليد كنى عبيد الله ونسبه إلى بني أسد لكيلا يفطن له حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يهتدي وكان بقية من افعل الناس لهذا واما ما قال إسحاق في روايته عن بقية عن أبي وهب حدثنا نافع فهو وهم غير أن وجهه عندي ان إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث ولم يفطن لما عمل بقية من تركه إسحاق من الوسط وتكنيته عبيد الله بن عمرو فلم يفتقد لفظه بقية في
(٤٠٢)