ثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي قال أبو زكريا قلت لنعيم بن حماد وكان لي أخا وصديقا كنا جميعا بالبصرة فلما قدمت مصر بلغني أن نعيم بن حماد يأخذ كتب بن المبارك من غلام يكون بعسقلان قال أبو زكريا وقد رأيت هذا الغلام وكان خاله سمع هذه الكتب من بن المبارك فجاءني نعيم يوما بمصر فقلت له بلغني أنك تأخذ كتب بن المبارك من غلام سمعه خاله من بن المبارك فتحدث بها فقال يا أبا زكريا من كنت أظن أنه يتوهم على شيئا من ذلك ما كنت أحسب أنك أنت تتوهم علي شيئا من هذا إنما كتابي أصابه ماء فدرس بعضه فأنا انظر في بيان هذا فإذا أشكل علي حرف نظرت في كتابه ثم أنظر في كتاب فأعرفها فإما أن أكتب منه شيئا لا أعرفه أو أصلح منه كتابي فمعاذ الله قلت وفي المحدثين من لا يستجيز أن يلحق في كتابه ما درس منه وإن كان معروفا محفوظا وممن سمي لنا أنه كان يسلك هذه الطريقة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز فان بعض كتبه احترق وأكلت النار من حواشيه بعض الكتابة ووجد نسخ بما احترق فلم ير أن يستدرك المحترق من تلك النسخ واستدراك مثل هذا عندي جائز إذا وجد نسخة يوثق بصحتها وتسكن النفس إليها ولوبين ذلك في حال الرواية كان أولى وهو بمثابة استثبات الحافظ ما شك فيه من كتاب غيره أو حفظه وقد تقدمت منا الروايات عن غير واحد من أهل العلم في إجازة ذلك أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سألت عبد الله بن داود عن الرجل يسمع الحديث فيذهب من عنده أو يذهب منه الشئ فيذكره صاحب له يصير إليه قال نعم قال الله تعالى فتذكر إحداهما الأخرى
(٢٩٠)