" إلى أعمالهم، من عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " قال:
فقلت: أيهم أفضل عملا؟ قال: " أحسنهم عقلا " قلت: هذا في الدنيا فأيهم أفضل في الآخرة؟ قال: " أحسنهم عقلا، إن العقل سيد الأعمال في الدارين ".
(837) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن ابن جابان، عن لقمان بن عامر، عن أبي الدرداء، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: " عويمر ازدد عقلا تزدد من ربك قربا " قال: قلت: بأبي أنت وأمي وكيف لي بذلك؟ قال: " اجتنب محارم الله، وأد فرائض الله تكن عاقلا وتنفل بالصالحات من الأعمال تزدد بها في عاجل الدنيا رفعة وكرامة وتنل بها من ربك القرب والعزة ".
(838) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال:
قلت لابن عمر: أي حاج بيت الله أفضل وأعظم أجرا؟ قال: من جمع ثلاث خصال:
نية صادقة، وعقلا وافرا، ونفقة من حلال، فذكرت ذلك لابن عباس فقال: صدق قلت: إذا صدقت نيته وكانت نفقته من حلال فما يضره قلة عقله، قال: يا أبا الحجاج سألتني عما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه فقال: " والذي نفسي بيده ما أطاع العبد ربه - تبارك وتعالى - بشئ ولا جهاد ولا شئ مما يكون من أعمال مالم يعمل بعقله، ولو أن جاهلا فاق المجتهدين في العبادة كان ما يفسد أكثر مما يصلح ".
(839) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن كليب بن وائل، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تلا (تبارك الذي بيده الملك) حتى بلغ (أيكم أحسن عملا) ثم قال: " أيكم أحسن عملا أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله - عز وجل - وأسرعهم في طاعة الله - عز وجل - ".
(840) حدثنا داود بن المحبر، ثنا نصر بن طريف، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، عن سويد بن غفلة، أن أبا بكر الصديق خرج ذات يوم فاستقبله النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: بم جئت يا رسول الله؟ قال: " بالعقل "، قال: فبم أمرت؟ قال: " بالعقل "، قال: فبم يجازى الناس يوم القيامة؟ قال: " بالعقل "، قال: فكيف لنا بالعقل؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن العقل لا غاية له ولكن من أحل حلال الله - عز وجل - وحرم حرامه سمي عاقلا، فإن اجتهد بعد ذلك سمي عابدا، فإن اجتهد بعد ذلك سمي جوادا، فإن اجتهد في العبادة وسمح أو تسمح في مراتب المعروف فلاحظ له من عقل يدله على اتباع أمر الله واجتناب ما نهى عنه فأولئك هم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم