غدا من الخاسرين ".
(834) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، ثنا موسى بن جابان، عن أنس بن مالك، قال: جاء ابن سلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني سائلك عن خصال لم يطلع الله عليها أحد غير موسى بن عمران، فإن كنت تعلمها فهو ذاك وإلا فهو شئ خص الله به موسى بن عمران، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا ابن سلام إن شئت تسألني وإن شئت أخبرتك؟ " فقال: أخبرني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الملائكة المقربين لم يحيطوا بخلق العرش ولا علم لهم به ولا حملته الذين يحملونه، وأن الله - عز وجل - لما خلق السماوات والأرض قالت الملائكة:
ربنا هل خلقت خلقا هو أعظم من السماوات والأرض؟ قال: نعم البحار، فقالوا:
هل خلقت خلقا هو أعظم من البحار؟ قال: نعم العرش، قالت: هل خلقت خلقا هو أعظم من العرش؟ قال: نعم العقل، قالوا: ربنا وما بلغ من قدر العقل وخلقه؟
قال: هيهات لا يحاط بعلمه، قال: هل لكم علم بعدد الرمل؟ قالوا: لا، قال:
فإني خلقت العقل أصنافا شتى كعدد الرمل فمن الناس من أعطى من ذلك حبة واحدة وبعضهم حبتين والثلاث والأربع، وبعضهم من أعطى فرقا، وبعضهم من أعطى وسقا، وبعضهم وسقين وبعضهم أكبر من ذلك كذلك إلى ما شاء الله من التضعيف " قال ابن سلام: فمن أولئك يا رسول الله؟ قال: " العمال بطاعة على قدر أعمالهم وجدهم وتفانيهم فالنور الذي جعله الله - عز وجل - في قلوبهم وفهمهم في ذلك كله على قدر الذي أتاهم الله فبقدر ذلك يعمل العامل منهم ويرتفع في الدرجات " فقال ابن سلام: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما خرمت حرفا واحدا مما وجدت في التوراة وأن موسى لأول من وصف هذه الصفة وأنت الثاني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " صدقت يا بن سلام ".
(835) حدثنا داود بن المحبر، ثنا جسر، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحج ويعتمر ويغزو في سبيل الله ويعود المريض ويصل الرحم ويتبع الجنائز ويقري الضيف - حتى عد هذه العشر خصال - فما منزلته عند الله يوم القيامة؟ قال: " ثوابه يوم القيامة في كل ما كان منه في ذلك على قدر عقله ".
(836) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن المغيرة بن قيس، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قلت: يا رسول الله إلى ما ينتهي الناس يوم القيامة؟ قال: