كان فلان أشجع من فلان، وكان فلان أجرأ من فلان، وفلان أبلى ما لم يبل غيره، ونحو هذا يطرونهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أما هذا فلا علم لكم به " قالوا:
وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: " أيهم قاتل على قدر ما قسم الله لهم من العقل، فكان نصرتهم ونيلهم على قدر عقولهم فأصيب منهم من أصيب على منازل شتى، فإذا كان يوم القيامة اقتسموا المنازل على قدر نياتهم وعقولهم ".
(824) حدثنا داود بن المحبر، ثنا نصر بن طريف، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قوام المرئ عقله ولا دين لمن لا عقل له ".
(825) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا بقية بن الوليد الحمصي، عن خليد ابن دعلج، عن معاوية بن قرة قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ".... يعملون بالخير وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم ".
(826) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن موسى بن عبيدة، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قيل: يا رسول الله الرجل يكون حسن العقل كثير الذنوب، قال: " ما من آدمي إلا وله خطايا وذنوبه يقترفها، فمن كانت سجيته العقل وغريزته اليقين لم تضره ذنوبه " قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: " لأنه كلما أخطأ لم يلبث أن يتدارك ذلك بتوبة وندامة على ما كان منه فيمحو ذلك ذنوبه ويبقى له فضل يدخل به الجنة ".
(827) حدثنا داود - يعني ابن المحبر، ثنا ميسرة، عن حنظلة بن وداعة الدؤلي، عن أبيه، عن البراء بن عازب، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " جد الملائكة واجتهدوا في طاعة الله - عز وجل - بالعقل، وجد المؤمنون واجتهدوا في طاعة الله - عز وجل - على قدر عقولهم، فأعلمهم بطاعة الله أوفرهم عقلا ".
(828) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن محمد بن زيد، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة، قال: قلت: يا رسول الله أرأيت قول الله (أيكم أحسن عملا) ما عني به؟ قال: " أيكم أحسن عقلا " ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتمكم عقلا أشدكم لله خوفا وأحسنكم فيما أمر به ونهى عنه نظرا وإن كان أقلكم تطوعا ".