له فصاحة وبلاغة وجمال وهيئة، فقال سعيد: يا رسول الله ما أخلق هذا أن يكون عاقلا فإني أرى له هيئة ونبلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنما العاقل من آمن بالله وصدق رسله وعمل بطاعة ربه ".
(855) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن محمد بن زيد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري، أن معاوية خطبهم، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" أفضل شئ أصحابي وخيرهم أتقاهم " قال أبو سعيد: أتقاهم أعقلهم، كذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(856) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن غالب الجزري، عن ابن جبير، عن ابن عباس يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " صفة العاقل أن يحلم عمن جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من هو فوقه في طلب البر، وإذا أراد أن يتكلم فكر، فإذا كان خيرا تكلم فغنم، وإن كان شرا سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله - تبارك وتعالى - وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهزها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل، وصفة الجاهل أن يظلم من يخالطه، ويعتدي على من هو دونه، ويتطاول على من فوقه، كلامه بغير تدبير، فإن تكلم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره عن الذنوب، يتوانى عن البر، ويبطئ عنه غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل ".
12 - باب ما جاء في التواضع ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى:
(857) حدثنا يزيد، ثنا عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، عن ابن عمر، عن عمر، قال: لا أعلمه إلا رفعه قال: " يقول الله: من تواضع لي هكذا رفعته هكذا " وجعل باطن كفه إلى الأرض ثم جعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء.
(858) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، ثنا عامر الشعبي، عن النعمان ابن بشير، أن ثابت بن قيس بن شماس سبق بركعة من صلاة الغداة فقام يقضي فقام