حضرها الموت قالت لأسماء بنت عميس، ثم ذكر مثل ما رواه ابن عبد البر نحوه سواء ثم قال فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحدا فلما توفيت جاءت عائشة، فمنعتها أسماء فشكتها عائشة إلى أبي بكر فوقف أبو بكر على الباب وقال يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صنعت لها هودجا؟ قالت هي أمرتني أن لا يدخل عليها أحد وأمرتني أن أصنع لها ذلك، قال فاصنعي ما أمرتك وغسلها علي وأسماء وهي أول من غطى نعشها في الاسلام ثم بعدها زينب بنت جحش انتهى.
وقال النووي في المنهاج: ويندب للمرأة ما يسترها كتابوت.
وقال الخطيب في مغنى المحتاج شرح المنهاج: ويندب للمرأة ما يسترها كتابوت، وهو سرير فوقه خيمة أو قبة أو مكبة لأن ذلك أستر لها وأول من فعل له ذلك زينب زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قد رأته بالحبشة لما هاجرت وأوصت به انتهى.
وقال ابن حجر المكي في تحفة المحتاج: يعني قبة مغطاة لإيصاء أم المؤمنين زينب رضي الله عنها، وكانت قد رأته بالحبشة لما هاجرت. قال في المجموع: قيل هي أول من حملت كذلك.
وروى البيهقي أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصت أن يتخذ لها ذلك ففعلوه، وما قيل إن ذلك أول ما اتخذ في جنازة زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره صلى الله عليه وسلم فهو باطل.
وقال ابن الأثير في ترجمة زينب أم المؤمنين: توفيت سنة عشرين وصلى عليها عمر بن الخطاب، قيل: هي أول امرأة صنع لها النعش، ودفنت بالبقيع انتهى.
وقيل في معنى الحديث كانت الجنازة داخلة وواقعة على السرير الأخضر وهو بعيد جدا لا يساعده اللفظ والله أعلم كذا في غاية المقصود.
وقال الشيخ علاء الدين في محاضرة الأوائل: أول امرأة حملت في نعش زينب أم المؤمنين بنت جحش، فلما ماتت أمر عمر مناديا فنادى أن لا يخرج على أم المؤمنين إلا ذو محرم من أهلها، فقالت ابنة عميس يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئا تصنعه الحبشة لنسائهم، فجعلت نعشا وغشته بثوب، فلما نظر عمر قال ما أحسن هذا وأستره، فأمر مناديا ينادي أن اخرجوا على أمكم، قاله السيوطي في الأوائل.
وأول من عملت على ميت فوق تابوته سترة من الحبشة زينب بنت جحش وأول من جعل