أنس (وبينه) أي أنس (فكبر) أنس (لم يطل) من الإطالة (يا أبا حمزة) كنية أنس (المرأة الأنصارية) أي هذه جنازتها (وعليها) أي على المرأة الأنصارية (نعش أخضر) أي قبة وحرج.
قال في لسان العرب: قال الأزهري: ومن رواه حرج على نعش فالحرج المشبك الذي يطبق على المرأة إذا وضعت على سرير الموتى، وتسمية الناس النعش، وإنما النعش السرير نفسه سمي حرجا لأنه مشبك بعيدان كأنها حرج الهودج انتهى.
وفي النهاية يقال نعشه الله ينعشه نعشا إذا رفعه، وانتعش العاثر إذا نهض من عثرته، وبه سمي سرير الميت نعشا لارتفاعه، وإذا لم يكن عليه ميت محمول فهو سرير انتهى. وفي المصباح: النعش سرير الميت ولا يسمى نعشا إلا وعليه الميت، فان لم يكن فهو سرير، والنعش أيضا شبه محفة يحمل فيها الملك إذا مرض وليس بنعش الميت انتهى.
وفي أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد: نعش على جنازتها أي اتخذ لها نعش وهو شبه المحفة بالكسر مركب من مراكب النساء كالهودج انتهى ومثله في شرح القاموس.
والمعنى أنها كانت على جنازة الأنصارية قبة مغطاة بلون أخضر. وفيه دليل على جواز اتخاذ القبة على سرير الميت لأن ذلك أستر لها وكان ذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه أحد.
ويؤيده ما أخرجه الحافظ ابن عبد البر ونقله عنه القسطلاني في المواهب أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا تعرف به المرأة من الرجل فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي لا يدخل علي أحد. قال أبو عمر بن عبد البر وفاطمة أول من غطى نعشها على الصفة المذكورة ثم بعدها زينب بنت جحش صنع بها ذلك أيضا انتهى.
قال الزرقاني في شرح المواهب: قوله يطرح على المرأة الثوب أي على نعشها فيصفها جسمها من غلظ وضده، وحنتها بنون ثم فوقية أي أمالتها، وتعرف به المرأة من الرجل أي ولا يعرف للمرأة تحته حجم، وقول من قال إن زينب أول من غطى نعشها فمراده أي من أمهات المؤمنين انتهى.
وقال ابن الأثير في أسد الغابة قال في معرفة الصحابة في ترجمة فاطمة رضي الله عنها: ولما