قلت: وفي عطية ثلاثة أشياء: الأول أنه مدلس والثاني أنه عند أكثر الأئمة ضعيف والثالث أنه كان يأخذ التفسير عن الكلبي ويكتبه بأبي سعيد فيقول عن أبي سعيد يوهم أنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فحديثه هذا ضعيف غير مقبول وفي قول الترمذي هذا حديث حسن نظر (ويقرأ غلبت) أي بفتح الغين واللام على بناء الفاعل قال البيضاوي: وقرئ غلبت بالفتح وسيغلبون بالضم ومعناه أن الروم غلبوا على ريف الشام والمسلمون سيغلبونهم وفي السنة التاسعة من نزوله غزاهم المسلمون وفتحوا بعض بلادهم وعلى هذا يكون إضافة الغلب إلى الفاعل انتهى (وغلبت) أي بضم الغين وكسر اللام على بناء المفعول (يقول كانت غلبت) بضم الغين وكسر اللام (ثم غلبت) بفتح الغين واللام (هكذا قرأ نصر بن علي غلبت) أي بفتح الغين واللام ونصر بن علي هذا هو الجهضمي شيخ الترمذي قوله: (أخبرنا نعيم بن ميسرة النحوي) الكوفي نزل الري يكنى أبا عمر صدوق من الثامنة قوله: (خلقكم من ضعف) أي بفتح الضاد المعجمة والمعنى بدأكم وأنشأكم على ضعف وقيل من ماء ضعيف وقيل هو إشارة إلى أحوال الإنسان كان جنينا ثم طفلا مولودا ومفطوما فهذه أحوال غاية الضعف (فقال) أي النبي صلى الله عليه وسلم يعني بالضم وفي رواية أبي داود عن عطية العوفي قال: قرأت عند عبد الله بن عمر * (الله الذي خلقكم من ضعف) * فقال من ضعف قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأتها علي فأخذ علي كما أخذت عليك قال البغوي:
قرئ بضم الضاد وفتحها فالضم لغة قريش والفتح لغة تميم انتهى وقال النسفي: فتح الضاد عاصم وحمزة وضم غيرهما وهو اختيار حفص وهما لغتان والضم أقوى في القراءة لما روى عن ابن عمر قال قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضعف فأقرني من ضعف انتهى قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أحمد وأبو داود ومدار هذا الحديث على عطية العوفي قال المنذري: لا يحتج بحديثه