إن لم يصادف تقدير الله تعالى وإلا فلا ينجع (قوله شفاء) مصدر منصوب بقوله اشف ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ أي هو (قوله لا يغادر) بالغين المعجمة أي لا يترك وقد تقدم بيانه والحكمة فيه في أواخر كتاب المرضى وقوله سقما بضم ثم سكون وبفتحتين أيضا ويؤخذ من هذا الحديث أن الإضافة في الترجمة للفاعل وقد ورد ما يدل على أنها للمفعول وذلك فيما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت قال نعم قال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد والله يشفيك وله شاهد عنده بمعناه من حديث عائشة * الحديث الثاني (قوله يحيى) هو القطان وسفيان هو الثوري وسليمان هو الأعمش ومسلم هو أبو الضحى مشهور بكنيته أكثر من اسمه وجوز الكرماني أن يكون مسلم ابن عمران لكونه يروي عن مسروق ويروي الأعمش عنه وهو تجويز عقلي محض يمجه سمع المحدث على أنني لم أر لمسلم بن عمران البطين رواية عن مسروق وإن كانت ممكنة وهذا الحديث إنما هو من رواية الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق وقد أخرجه مسلم من رواية جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق به ثم أخرجه من رواية هشيم ومن رواية شعبة ومن رواية يحيى القطان عن الثوري كلهم عن الأعمش قال بإسناد جرير فوضح أن مسلما المذكور في رواية البخاري هو أبو الضحى فإنه أخرجه من رواية يحيى القطان وغايته أن بعض الرواة عن يحيى سماه وبعضهم كناه والله أعلم (قوله كان يعوذ بعض أهله) لم أقف على تعيينه (قوله يمسح بيده اليمنى) أي على الوجع قال الطبري هو على طريق التفاؤل لزوال ذلك الوجع (قوله واشفه وأنت الشافي) في رواية الكشميهني بحذف الواو والضمير في اشفه للعليل أو هي هاء السكت (قوله لا شفاء) بالمد مبني على الفتح والخبر محذوف والتقدير لنا أو له (قوله إلا شفاؤك) بالرفع على أنه بدل من موضع لا شفاء (قوله قال سفيان) هو موصول بالاسناد المذكور (قوله حدثت به منصورا) هو ابن المعتمر وصار بذلك في هذا الحديث إلى مسروق طريقان وإذا ضم الطريق الذي بعده إليه صار إلى عائشة طريقان وإذا ضم إلى حديث أنس صار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه طريقان (قوله نحوه) تقدم سياقه في أواخر كتاب المرضى مع بيان الاختلاف على الأعمش ومنصور في الواسطة بينهما وبين مسروق ومن أفرد ومن جمع وتحرير ذلك واضحا (قوله في الطريق الأخرى النضر) هو ابن شميل (قوله كان يرقى) بكسر القاف وهو بمعنى قوله في الرواية التي قبلها كان يعوذ ولعل هذا هو السر أيضا في إيراد طريق عروة وأن كان سياق مسروق أتم لكن عروة صرح بكون ذلك رقية فيوافق حديث أنس في أنها رقية النبي صلى الله عليه وسلم (قوله امسح) هو بمعنى قوله في الرواية الأخرى أذهب والمراد الإزالة (قوله بيدك الشفاء لا كاشف له) أي للمرض (إلا أنت) وهو بمعنى قوله اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت * الحديث الثالث (قوله سفيان) هو ابن عيينة كما صرح به في الطريق الثانية وقدم الأولى لتصريح سفيان بالحديث وصدقه شيخه في الثانية هو ابن الفضل المرزوي (قوله عبد ربه بن سعيد) هو الأنصاري أخو يحيى بن سعيد هو ثقة ويحيى أشهر منه وأكثر حديثا (قوله كان يقول للمريض بسم الله) في رواية صدقة كان يقول في الرقية وفي رواية مسلم عن ابن أبي عمر عن سفيان زيادة في أوله ولفظه كان إذا اشتكى الانسان أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها بسم الله (قوله تربة أرضنا) خبر مبتدأ
(١٧٦)