الوليد بن مزيد أنبأ محمد بن شعيب أنبأ عتبة بن أبي حكيم الهمداني (ح وأنبأ) أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي ثنا ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي حدثني أبو أمية الشعباني وفى رواية ابن شعيب عن أبي أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخثنى فقلت كيف تصنع بهذه الآية قال اية آية قال قلت قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال اما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل أنتم ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا (1) ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأى برأيه ورأيت أمرا لا يدان لك به فعليك نفسك ودع عنك أمر العوام فان من ورائك أيام الصبر الصبر، فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله - لفظ حديث ابن شعيب زاد ابن المبارك في روايته قال وزادني غيره قالوا يا رسول الله اجر خمسين منهم قال اجر خمسين منكم - (أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أنبأ عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن انس عن أبي العالية قال كانوا عند عبد الله بن مسعود فوقع بين رجلين ما يقع بين الناس فوثب كل واحد منهما إلى صاحبه فقال بعضهم ألا أقوم فأمرهما بالمعروف وانهاهما عن المنكر فقال بعضهم عليك نفسك ان الله تعالى قال (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فسمعها ابن مسعود فقال لم يجئ تأويل هذه الآية بعد إن القرآن انزل حين انزل وكان منه آي مضى تأويله قبل ان ينزل وكان منه آي وقع تأويله (بعد اليوم ومنه آي يقع تأويله عند الساعة وما ذكروا من أمر الساعة - 2) ومنه آي يقع تأويله بعد يوم الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فمروا وانهوا فإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم باس بعض فامرؤ ونفسه فعند ذلك جاء تأويلها - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أخبرني يحيى بن سليم ثنا ابن جريج عن عكرمة قال دخلت على ابن عباس وهو يقرأ في المصحف قبل ان يذهب بصره وهو يبكى فقلت ما يبكيك يا ابن عباس (3) جعلني الله فداءك فقال لي هل تعرف أيلة فقلت وما أيلة قال قرية كان بها ناس من اليهود فحرم الله عليهم الحيتان يوم السبت فكانت حيتانهم تأتيهم يوم سبتهم شرعا بيض سمان كأمثال المخاض بأفنيائهم وأبنياتهم فإذا كان غير يوم السبت لم يجدوها ولم يدركوها الا في مشقة ومؤنة شديدة فقال بعضهم لبعض أو من قال ذلك منهم لعلنا لو أخذناها يوم السبت وأكلناها في غير يوم السبت ففعل ذلك أهل بيت منهم فأخذوا فشووا فوجد جيرانهم ريح الشواء فقالوا والله ما نرى أصاب بنى فلان شئ فأخذها آخرون حتى فشا ذلك فيهم وكثر فافترقوا فرقا ثلاثة فرقة اكلت وفرقة نهت وفرقة قالت (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) فقالت الفرقة التي نهت انا نحذركم غضب الله وعتابه (4) ان يصيبكم الله بخسف أو قذف أو ببعض ما عنده من العذاب والله لا نبايتكم في مكان وأنتم فيه قال فخر جوا من السور فغدوا عليه من الغد فضربوا باب السور فلم يجبهم أحد فأتوا بسلم فأسندوه إلى السور ثم رقى منهم راق على السور فقال يا عباد الله قردة والله لها أذناب تعادى ثلاث مرات ثم نزل من السور تفتح السور فدخل الناس عليهم فعرفت القرود أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القرود قال فيأتي القرد إلى نسيبه وقريبه من الانس فيحتك به ويلصق به ويقول الانسان أنت فلان فيشير برأسه (5) أي نعم ويبكى وتأتى القردة إلى نسيبها وقريبها من الانس فيقول لها الانسان أنت فلانة فتشير برأسها أي نعم وتبكى فيقول لهم الانس انا حذرناكم غضب الله وعقابه ان يصيبكم بخسف أو مسخ أو ببعض ما عنده من العذاب قال ابن عباس رضي الله عنهما فأسمع الله تعالى يقول (فأنجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس
(٩٢)