ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة فر إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة ثم أتى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأمن (قال الحاكم) قد صحت الرواية في الكتابين ان رسول الله صلى الله عليه وآله امر قبل دخوله مكة بقتل عبد الله بن سعد وعبد الله بن خطل فمن نظر في مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وجنايات عبد الله بن سعد عليه بمصر إلى أن كان من امره ما كان علم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان اعرف به * (حدثنا) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد بن عبد الله عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت لما كان عام الفتح ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله ذا طوى قال أبو قحافة لابنة له وكانت أصغر ولده أي بنية أشرفي بي على أبي قبيس وقد كف بصره فأشرفت به عليه فقال أي بنية ماذا ترين قالت أرى سوادا مجتمعا وارى رجلا يسرى بين يدي ذلك السواد مقبلا فقال تلك الخيل يا بنية ثم قال ماذا ترين قالت أرى السواد قد انتشر فقال إذا والله دفعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي فخرجت سريعا حتى إذا هبطت به إلى الا بطح وكان في عنقها طوق لها من ورق فاقتطعه انسان من عنقها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد خرج أبو بكر رضي الله عنه حتى جاء بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه فقال يمشي هو إليك يا رسول الله أحق من أن تمشى إليه فأجلسه بين يديه ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدره وقال أسلم تسلم فأسلم ثم قام أبو بكر رضي الله عنه فاخذ بيد أخته فقال انشد بالله والإسلام طوق أختي فوالله ما جاء به أحد ثم قال الثانية انشد بالله والإسلام طوق أختي فما جاء به أحد فقال يا أخية احتسبي طوقك
(٤٦)