قال فاستغفر له قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه قال أسير فكسوته بردا فكان إذا رآه عليه انسان قال من أين لأويس هذا * هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة * (حدثنا) علي بن حمشاذ العدل ثنا الحسين بن الفضل البجلي ومحمد بن غالب الضبي (قالا) ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال لما اقبل أهل اليمن جعل عمر رضي الله عنه يستقرئ الرفاق فيقول هل فيكم أحد من قرن حتى أتى عليه قرن فقال من أنتم قالوا قرن فرفع عمر بزمام أو زمام أويس فناوله عمر فعرفه بالنعت فقال له عمر ما اسمك قال انا أويس قال هل كان لك والدة قال نعم قال هل بك من البياض قال نعم دعوت الله تعالى فأذهبه عنى الا موضع الدرهم من سرتي لأذكر به ربى فقال له عمر استغفر لي قل أنت أحق ان تستغفر لي أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمر انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس القرني وله والدة وكان به بياض فدعا ربه فأذهبه عنه الا موضع الدرهم في سرته قال فاستغفر له قال ثم دخل في أغمار الناس فلم يدر أين وقع قال ثم قدم الكوفة فكنا نجتمع في حلقة فنذكر الله وكان يجلس معنا فكان إذ ذكرهم وقع حديثه من قلوبنا موقعا لا يقع حديث غيره ففقدته يوما فقلت لجليس لنا ما فعل الرجل الذي كان يقعد الينا لعله اشتكى فقال رجل من هو فقلت من هو قال ذاك أويس القرني فدللت على منزله فاتيته فقلت يرحمك الله أين كنت ولم تركتنا فقال لم يكن لي رداء فهو الذي منعني من اتيانكم قال فألقيت إليه ردائي فقذفه إلي قال فتخاليته ساعة ثم قال لو أني اخذت رداءك هذا فلبسته فرآه علي قومي قالوا انظروا إلى هذا المرائي لم يزل في الرجل حتى خدعه واخذ رداءه فلم أزل به حتى اخذه فقلت انطلق حتى اسمع ما يقولون فلبسه فخرجنا فمر بمجلس قومه فقالوا انظروا إلى هذا المرائي لم يزل بالرجل حتى خدعه واخذ رداءه فأقبلت عليهم فقلت الا تستحيون لم تؤذونه والله لقد عرضته عليه فأبى ان يقبله قال فوفدت وفود من قبائل العرب إلى عمر فوفد فيهم سيد قومه فقال لهم عمر بن الخطاب أفيكم أحد
(٤٠٤)