فوجدته كئيبا حزينا يبكي فقلت ما أبكاك يا خالي فأعلمني الخبر فقلت حجز الله من ذلك انا نخاف الفاحشة وإن كان الزمان قد أخل بنا ولقد كدرت علينا صفو ما ابتدأتنا به ولا سبيل إلى اجتماع فاحتملت أمي وأخي حتى نزلنا بحضرة مكة فقال أخي اني رجل مدافع على الماء بشعر وكان رجلا شاعرا فقلت لا تفعل فخرج به اللجاج حتى دافع جريج بن الصمة إلى صرمته وأيم الله لجريج يومئذ اشعر من أخي فتقاضيا إلى خباء ففضلت أخي على جريح وذلك أن جريجا خطبها إلى أبيها فقالت شيخ كبير لا حاجة لي فيه فحقدت عليه فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة قال ثم اتيت مكة فابتدأت بالصفا فإذا عليها رجالات قريش ولقد بلغني ان بها صابي أو مجنون أو شاعر أو ساحر فقلت أين هذا الذي تزعمونه فقالوا ها هو ذاك حيث ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيد حجر حتى أكبوا علي كل عظم وحجر ومدر فضرجوني بدمي واتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصمت فيه ثلاثين يوما لا أكل ولا اشرب الامن ماء زمزم حتى كانت ليلة قمراء أضحيان أقبلت امرأتان من خزاعة طافتا بالبيت ثم ذكرتا أسافا ونائلة وهما وثنان كانوا يعبدونهما فأخرجت رأسي من تحت الستور فقلت احملا أحدهما على صاحبه فغضبتا ثم قالتا اما والله لو كانت رجالنا حضورا ما تكلمت بهذا ثم ولتا فخرجت أقفو آثارهما حتى لقيتا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ما أنتما ومن أين أنتما ومن أين جئتما وما جاء بكما فأخبرتاه الخبر فقال أين تركتما الصابي فقالتا تركناه بين الستور والبناء فقال لهما هل قال لكما شيئا قالتا نعم وأقبلت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سلمت عليه عند ذلك فقال من أنت وممن أنت ومن أين أنت ومن أين جئت وما جاء بك
(٣٤٠)