ذلك الصنم فقالت أهلكتني يا ابن رواحة فخرج على ذلك فلم يكن شئ حتى اقبل أبو الدرداء إلى منزله فدخل فوجد المرأة قاعدة تبكي شفقا منه فقال ما شأنك قالت أخوك عبد الله بن رواحة دخل علي فصنع ما ترى فغضب غضبا شديدا ثم فكر في نفسه فقال لو كان عند هذا خير لدفع عن نفسه فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه ابن رواحة فأسلم وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى أبي الدرداء والناس منهزمون كل وجه يوم أحد فقال نعم الفارس عويمر غير أنه يعنى غير ثقيل قال ابن عمرو سمعت من يذكر ان أبا الدرداء لم يشهد أحدا وقد كان من جملة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وقد شهد معه مشاهد كثيرة قال ابن عمرو توفي أبو الدرداء بدمشق سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه * (حدثنا) علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن بشر ثنا مطر ثنا أبو إبراهيم الترجماني قال رأيت شيخا بدمشق يقال له أبو إسحاق الأجرب مولى لبنى هبار القرشي قال رأيت أبا الدرداء عويمر بن قيس بن خناسة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله أشهل أقنى يخضب بالصفرة ورأيت عليه قلنسوة مضربة صغيرة ورأيت عليه عمامة قد ألقاها على كتفيه قال العباس فسمعت رجلا كان معي يقول له مذ كم رأيته قال رأيته منذ أكثر من مائة سنة قال وكان عليه جوربان ونعلان قال وكان أتى على أبي إسحاق نحو من عشرين ومائة سنة * (ذكر مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه) (حدثنا) أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال أبو ذر جندب بن جنادة وقيل يزيد بن جنادة توفي بالربذة سنة اثنتين وثلاثين واختلفوا فيمن صلى عليه فقيل عبد الله بن مسعود وقيل جرير بن عبد الله البجلي * (أخبرنا) الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق ثنا محمد بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ثنا مجاهد قال قال أبو ذر لنفر عنده انه قد حضرني ما ترون من الموت ولو كان لي ثوب يسعني كفنا أو لصاحبي لم أكفن الا في ذلك واني أنشدكم أن لا يكفنني منكم رجل كان عريفا أو نقيبا أو أميرا أو بريد أو كان القوم اشرافا كان حجر المدرى ومالك الأشتر في نفر فيهم رجل من الأنصار وكل القوم
(٣٣٧)