من هذا قالوا هذا أبي بن كعب فتبعته فدخل منزله فضربت عليه الباب فخرج فزبرني وكهرني فاستقبلت القبلة فقلت اللهم انا نشكوهم إليك ننفق نفقاتنا ونتعب أبداننا ونرحل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم كرهونا فقال لئن أخرتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله لا أخاف فيه لومة لائم فلما كان يوم الخميس غدوت فإذا الطرق غاصة فقلت ما شأن الناس اليوم قالوا كأنك غريب قلت أجل قالوا مات سيد المسلمين أبي بن كعب * (أخبرنا) أبو النضر الفقيه ثنا معاذ بن نجدة القرشي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان قال حدثني حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر رضي الله عنه علي أقضانا وأبي أقرأنا وانا لندع بعض ما يقول أبي وأبي يقول اخذت عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أدعه وقد قال الله تبارك وتعالى ما ننسخ من آية أو ننساها * (حدثنا) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة ومحمد بن إبراهيم التيمي (قالا) مر عمر بن الخطاب برجل وهو يقول السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه إلى آخر الآية فوقف عليه عمر فقال انصرف فلما انصرف قال له عمر من أقرأك هذه الآية قال أقرأنيها أبي بن كعب فقال انطلقوا بنا إليه فانطلقوا إليه فإذا هو متكئ على وسادة يرجل رأسه فسلم عليه فرد السلام فقال يا أبا المنذر قال لبيك قال أخبرني هذا انك أقرأته هذه الآية قال صدق تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وآله قال عمر أنت تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وآله قال نعم انا تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات كل ذلك يقوله وفي الثالثة وهو غضبان نعم والله لقد أنزلها الله على جبريل وأنزلها جبريل على محمد فلم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه فخرج عمر وهو رافع يديه وهو يقول الله أكبر الله أكبر * (حدثني) علي بن حمشاذ العدل قال أخبرني الحارث بن أبي أسامة انا روح بن عبادة ثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب أتى على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فاتى أبي ابن كعب فسأله أينا لم يظلم فقال له يا أمير المؤمنين إنما ذاك الشرك اما سمعت قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم *
(٣٠٥)