ما فعلت في حربك قال بلغوا مكان كذا وكذا قال وضحك ابن الزبير وقال إن في الموت لراحة فقالت يا بني لعلك تمنيته لي ما أحب ان أموت حتى يأتي على أحد طرفيك اما ان تظفر فتقر بذلك عيني واما ان تقتل فأحتسبك قال ثم ودعها فقالت له يا بنى إياك ان تعطي خصلة من دينك مخافة القتل وخرج عنها فدخل المسجد وقد جعل مصراعين على الحجر الأسود يبقى ان تصيب بالمنجنيق واتى ابن الزبير آت وهو جالس عند زمزم فقال له الا نفتح لك الكعبة فتصعد فيها فنظر إليه عبد الله ثم قال له من كل شئ تحفظ أخاك الامن نفسه يعنى من اجله وهل للكعبة حرمة ليست لهذا المكان والله لو وجدوكم معلقين بأستار الكعبة لقتلوكم فقيل له الا تكلمهم في الصلح فقال أوحين صلح هذا والله لو وجدوكم في جوفها لذبحوكم جمعيا ثم أنشأ يقول * (شعر) ولست بمبتاع الحياة ببيعة * ولا مرتق من خشية الموت سلما أنافس انه غير نازح ملاق * المنايا اي صرف تيمما ثم اقبل على آل الزبير يعظهم ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه لا ينكس سيفه فيدفع عن نفسه بيده كأنه امرأة والله ما لقيت زحفا قط الا في الرعيل الأول ولا المت جرح قط الا ان ألم الدواء قال فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم ومعه سبعون فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى اطن رجله فقال له الأسود آه يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير أحسن يا ابن حام لأسماء زانية ثم أخرجهم من المسجد فانصرف فإذا بقوم قد دخلوا من باب بنى سهم فقال من هؤلاء فقيل أهل الأردن فحمل عليهم وهو يقول * لا عهد لي بغارة مثل السيل * لا ينجلي غبارها حتى الليل قال فأخرجهم من المسجد ثم رجع فإذا بقوم قد دخلوا من باب بنى مخزوم فحمل عليهم وهو يقول * لو كان قرني واحدا لكفيته * أوردته الموت وذكيته قال وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمى عدوه بالآجر وغيره فحمل عليهم فاصابته آجرة في مفرقه حتى حلقت رأسه فوقف قائما وهو يقول ولسنا على الاعقاب تدمى كلومنا * ولكن على اقدامنا تقطر الدماء (قال) ثم وقع فأكب عليه موليان له وهما يقولان * العبد يحمى ربه ويحمى * قال ثم سير اليه فخر رأسه رضي الله عنه * (أخبرنا) الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا زياد الخصاص عن علي ابن زيد عن مجاهد قال قال لي عبد الله بن عمر انظر إلى المكان الذي به ابن الزبير قال فمر بي عليه قال فسها الغلام قال فإذا ابن عمر ينظر إلى ابن الزبير مصلوبا فقال يغفر الله لك ثلاثا والله ما علمتك الا كنت صواما قواما وصولا للرحم اما والله انى لا أرجو مع مساوي ما أصبت الا يعذبك الله بعدها ابدا ثم التفت إلي فقال سمعت
(٥٥٢)