رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت أم سلمة رضي الله عنها: يا رسول الله ألست من أهل بيتك؟ فقال لها: " إنك إلى خير " ولم يقل لها: " إنك من أهل بيتي " حتى روى أصحاب الحديث أن عمر سئل عن هذه الآية، قال: سلوا عنها عائشة، فقالت عائشة: إنها نزلت في بيت أختي أم سلمة، فسلوها عنها، فإنها أعلم بها مني، فلم يختلف أصحاب الحديث من الناصبة وأصحاب الحديث من الشيعة في خصوصها فيمن عددناه.
وحمل القرآن في التأويل على ما جاء به الأثر أولى من حمله على الظن والترجيم، مع أن الله سبحانه قد دل على صحة ذلك بمتضمن هذه الآية حيث يقول: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وإذهاب الرجس لا يكون إلا بالعصمة من الذنوب، لأن الذنوب من أرجس الرجس، والخبر عن الإرادة ها هنا إنما هو خبر عن وقوع الفعل خاصة دون الإرادة التي يكون بها لفظ الأمر أمرا، لا سيما على ما أذهب إليه في وصف القديم بالإرادة وافترق بين الخبر عن الإرادة هاهنا والخبر عن الإرادة في قوله سبحانه:
" يريد الله ليبين لكم " وقوله: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " إذ لو جرت مجرى واحدا لم يكن لتخصيص أهل البيت بها معنى، إذ الإرادة التي يقتضي الخبر والبيان يعم الخلق كلهم على وجهها في التفسير ومعناها، فلما خص الله تبارك وتعالى أهل البيت عليهم السلام بإرادة ذهاب الرجس عنهم دل على ما وصفناه من وقوع إذهابه عنهم، وذلك موجب للعصمة على ما ذكرناه.
وفي الاتفاق على ارتفاع العصمة عن الأزواج دليل على بطلان مقال من زعم أنها فيهن.
مع أن من عرف شيئا من اللسان وأصله لم يرتكب هذا القول ولا توهم صحته، وذلك: أنه لا خلاف بين أهل العربية أن جمع المذكر بالميم وجمع