وذكره الشيخ في أماليه (1) بنحو آخر: قال: قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية، ومع معاوية على السرير الأحنف بن قيس والحباب المجاشعي، فقال له معاوية: من أنت؟ قال: أنا جارية بن قدامة، قال: وكان نبيلا. فقال له معاوية: وما عسيت أن تكون، هل أنت إلا نحلة؟ فقال: لا تفعل يا معاوية!
قد شبهتني بالنحلة وهي والله حامية اللسعة حلوة البصاق، والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب! ولا أمية إلا تصغير أمة! فقال معاوية: لا تفعل. قال:
إنك فعلت ففعلت.
قال له: فادن اجلس معي على السرير. فقال: لا أفعل. قال: ولم؟ قال:
لأني رأيت هذين قد أماطاك عن مجلسك فلم أكن لأشاركهما.
قال له معاوية: ادن أسارك. فدنا منه، فقال: يا جارية! اشتريت من هذين الرجلين دينهما. قال: ومني فاشتر يا معاوية! قال له: لا تجهر (2).
(174) أبو الطفيل مع معاوية قال معاوية لأبي الطفيل: كيف وجدك على علي؟ قال: وجد ثمانين مثكل قال: فكيف حبك له؟ قال حب أم موسى، وإلى الله أشكو التقصير.
وقال له مرة أخرى: أبا الطفيل! قال: نعم. قال: أنت من قتلة عثمان؟
قال: لا ولكني ممن حضره ولم ينصره. قال: وما منعك من نصره؟ قال: لم ينصره المهاجرون والأنصار فلم أنصره.
قال: لقد كان حقه واجبا وكان عليهم أن ينصروه. قال: فما منعك من نصرته يا أمير المؤمنين وأنت ابن عمه؟ قال: أو ما طلبي نصرة له؟ فضحك أبو