(243) بنو هاشم وبنو أمية في دفن الإمام السبط الأكبر الحسن عليه السلام في حديث منع بني أمية وأن الحسين أمر أن يفتح البيت فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان، وقالوا: يدفن أمير المؤمنين الشهيد القتيل ظلما بالبقيع بشر مكان ويدفن الحسن مع رسول الله؟! لا يكون ذلك أبدا حتى تكسر السيوف بيننا وتنقصف الرماح وينفده النبل.
فقال الحسين عليه السلام: أما والله الذي حرم مكة، للحسن بن علي وابن فاطمة أحق برسول الله صلى الله عليه وآله وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه، وهو والله أحق به من حمال الخطايا، مسير أبي ذر رحمه الله، الفاعل بعمار ما فعل، وبعبد الله ما صنع، الحامي الحمى، المأوي لطريد رسول الله صلى الله عليه وآله لكنكم صرتم بعده الأمراء وتابعكم على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء.
قال: فحملناه فأتينا به قبر أمه فاطمة عليها السلام فدفناه إلى جنبها رضي الله عنه وأرضاه.
قال ابن عباس: وكنت أول من انصرف فسمعت اللغط وخفت أن يعجل الحسين على من قد أقبل، ورأيت شخصا علمت الشر فيه، فأقبلت مبادرا، فإذا أنا بعائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل! تقدمهم وتأمرهم بالقتال.
فلما رأتني قالت: إلي إلي با ابن عباس! لقد اجترأتم علي في الدنيا تؤذونني مرة بعد أخرى، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب. فقلت:
وا سوأتاه! يوم على بغل، ويوم على جمل، تريدين أن تطفئي نور الله، وتقاتلي أولياء الله، وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه! ارجعي فقد كفى الله عز وجل المؤونة ودفن الحسن عليه السلام إلى جنب أمه، فلم يزدد من الله