(190) قنبر مولى علي عليه السلام والحجاج عن أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام: إن قنبرا مولى أمير المؤمنين عليه السلام أدخل على الحجاج. فقال: ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب؟ قال: كنت أوضئه. فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ فقال:
كان يتلو هذه الآية " فلما نسوا ما ذكروا به " إلى قوله: " فأذاهم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " فقال الحجاج: أظنه كان يتأوله علينا؟ قال: نعم [فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك؟ قال: إذن أسعد وتشقى، فأمر به] (1).
عن شهر بن حوشب، قال: قال لي الحجاج: يا شهر! آية في كتاب الله قد أعيتني. فقلت: أيها الأمير! أية آية هي؟ فقال: قوله: " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " والله! إني لآمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يحمل. فقلت: أصلح الله الأمير! ليس على ما تأولت. قال: كيف هو؟ قلت: إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي. قال: ويحك! أنى لك هذا؟ ومن أين جئت به؟ فقلت: حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقال: جئت والله بها من عين صافية! (2).