يكونوا من أهل النفاق، ولا سيما الصديق والفاروق! وأخذ في كلام نحو هذا من كلام السوقة والعامة وأهل الشغب والفتن.
فقال له الشيخ أيده الله: دع عنك الضجيج وتخلص مما أوردته عليك من البرهان واحتل لنفسك وللقوم، فقد بان الحق وزهق الباطل بأهون سعي، والحمد لله رب العالمين (1).
(69) المفيد في جواب المعتزلة والحشوية ومن كلام الشيخ - أدام الله تأييده - أيضا: سأله بعض أصحابه فقال له:
إن المعتزلة والحشوية يدعون أن جلوس أبي بكر وعمر مع رسول الله صلى الله عليه وآله في العريش كان أفضل من جهاد أمير المؤمنين عليه السلام بالسيف، لأنهما كانا مع النبي صلى الله عليه وآله في مستقرة يدبران الأمر معه صلى الله عليه وآله، ولولا أنهما أفضل الخلق عنده ما اختصهما بالجلوس معه، فبأي شئ تدفع هذا؟.
فقال له الشيخ: سبيل هذا القول أن يعكس، وهذه القضية أن تقلب، وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله لو علم أنهما لو كانا من جملة المجاهدين بأنفسهما يبارزان الأقران ويقتلان الأبطال ويحصل لهما جهاد يستحقان به الثواب لما حال بينهما وبين هذه المنزلة التي هي أجل وأشرف وأعلى وأسنى من القعود على كل حال بنص الكتاب، حيث يقول الله سبحانه: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " فلما رأينا الرسول صلى الله عليه