(105) ابن عباس وابن الزبير الشعبي قال: قال ابن الزبير لعبد الله بن عباس: قاتلت أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتيت بجواز المتعة؟!.
فقال: أما أم المؤمنين: فأنت أخرجتها وأبوك وخالك، وبنا سميت أم المؤمنين وكنا لها خير بنين فتجاوز الله عنها. وقاتلت أنت وأبوك عليا، فإن كان علي مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم المؤمنين، وإن كان علي كافرا فقد بؤتم بسخط من الله بفراركم من الزحف. وأما المتعة: فإن عليا رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص فيها، فأفتيت بها، ثم سمعته ينهى فنهيت عنها. وأول مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير (1).
(106) عبد الله بن عباس ومعاوية دخل عبد الله بن عباس على معاوية وعنده وجوه قريش، فلما سلم وجلس، قال له معاوية: إني أريد أن أسألك عن مسائل. قال: سل عما بدا لك.
قال: ما تقول في أبي بكر؟.
قال: رحم الله أبا بكر، كان والله للقرآن تاليا، وعن المنكر [ات] ناهيا، وبذنبه عارفا، ومن الله خائفا، وعن الشبهات زاجرا، وبالمعروف آمرا وبالليل قائما وبالنهار صائما، فاق أصحابه ورعا وكفافا، وسادهم زهدا وعفافا، فغضب الله على من أبغضه وطعن عليه.
قال: إيها يا ابن عباس، فما تقول في عمر بن الخطاب؟.