جزى الله عني والجزاء بفضله * ربيعة خيرا ما أعف وأكرما (1) (63) عبد الله بن هاشم مع معاوية لما قتل علي صلوات الله عليه كان في نفس معاوية من يوم صفين على هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص المرقال وولده عبد الله بن هاشم إحن، فلما استعمل معاوية زيادا على العراق كتب إليه:
أما بعد، فانظر عبد الله بن هاشم بن عتبة فشد يده إلى عنقه ثم ابعث به إلي.
فحمله زياد من البصرة مقيدا مغلولا إلى دمشق، وقد كان زياد طرقه بالليل في منزله بالبصرة. فأدخل على معاوية وعنده عمرو بن العاص، فقال معاوية لعمرو بن العاص: هل تعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا الذي يقول أبوه يوم صفين:
إني شريت النفس لما اعتلا * وأكثر اللوم وما أقلا أعور يبغي أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا لا بد أن يفل أو يفلا * أشلهم بذي الكعوب شلا لا خير عندي في كريم ولى فقال عمرو متمثلا:
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا دونك يا أمير المؤمنين الضب المضب! فاشخب أوداجه على أسباجه (2) ولا ترده إلى [أهل] العراق، فإنه لا يصبر عن النفاق، وهم أهل غدر وشقاق، وحرب