ثم التفت إلى عمرو، فقال: أبا عبد الله، ما تراه منعه من الكلام معك؟.
قال: ما لا خفاء به عنك. قال: أظنك تقول: إنه هاب جوابك، لا والله!
ولكنه استحقرك وازدراك ولم يرك للكلام أهلا، أما رأيت إقباله علي دونك ذاهبا بنفسه عنك؟.
فقال عمرو: فهل لك أن تسمع ما أعددته لجوابه؟ قال معاوية أذهب إليك أبا عبد الله، فلات حين جواب سائر اليوم.
ونهض معاوية وتفرق الناس (1).
(125) عبد الله بن جعفر ويحيى بن الحكم قدم عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان، فقال له يحيى بن الحكم:
ما فعلت خبيثة؟ فقال: سبحان الله! يسميها رسول الله صلى الله عليه وآله طيبة وأنت تسميها خبيثة! لقد اختلفتما في الدنيا وستختلفان في الآخرة.
قال يحيى: لأن أموت بالشام أحب إلي من أن أموت بها. قال: اخترت جوار النصارى على جوار رسول الله صلى الله عليه وآله، قال يحيى: ما تقول في علي وعثمان؟ قال: أقول ما قاله من هو خير مني فيمن هو شر منهما " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " (2).
(126) عبد الله بن جعفر مع يزيد روى صاحب كتاب الواقدي: أن عبد الله بن جعفر فاخر يزيد بن معاوية