والعز والمنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله إلا بها.
قال: إنك استنصحتني فأجهدت نفسي لك.
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلف أبا بكر جئته وقلت له: يا أبا بكر! ألم تنهني أن أتأمر على اثنين؟ قال: بلى، قلت: فما لك تأمرت على أمة محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: اختلف الناس وخفت عليهم الضلالة ودعوني، فم أجد من ذلك بدا (1).
(282) سلمان يخطب خطب الناس سلمان الفارسي - رحمه الله - بعد أن دفن النبي عليه وآله السلام بثلاثة أيام، فقال فيها:
ألا أيها الناس! اسمعوا عني حديثي ثم أعقلوه عني، ألا! إني أوتيت علما كثيرا، فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لقال طائفة منكم: هو مجنون، وقال طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا! إن لكم منايا تتبعها بلايا، ألا! وإن عند علي بن أبي طالب عليه السلام المنايا والبلايا وميراث الوصايا وفصل الخطاب وأصل الأنساب على منهاج هارون بن عمران بن موسى عليهما السلام إذ يقول له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أنت وصيي في أهلي وخليفتي في أمتي وبمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أخذتم سنة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق، تعلمون فلا تعملون، أما والله! لتركبن طبقا عن طبق على سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. أما والذي نفس سلمان بيده! لو وليتموها عليا عليه السلام لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، ولو دعوتم الطير في جو السماء لأجابتكم، ولو دعوتم الحيتان من