وأصحاب الطرقات، ولو ثبت لكان المعنى فيه معروفا، وذلك: أن عمر واطأ أبا بكر والمغيرة وسالما مولى أبي حذيفة وأبا عبيدة على كتب صحيفة بينهم يتعاقدون فيها على أنه إذا مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يورثوا أحدا من أهل بيته ولم يولوهم مقامه بعده، وكانت الصحيفة لعمر، إذ كان عماد القوم فالصحيفة التي ود أمير المؤمنين عليه السلام ورجا أن يلقى الله عز وجل بها هي هذه الصحيفة ليخاصمه بها ويحتج عليه بمضمونها.
والدليل على ذلك ما روته العامة عن أبي بن كعب: أنه كان يقول في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن أفضي الأمر إلى أبي بكر لصوت يسمعه أهل المسجد: ألا هلك أهل العقدة! والله ما آسى عليهم! إنها آسى على من يضلون من الناس! فقيل له: يا صاحب رسول الله! من هؤلاء أهل العقدة؟
وما عقدتهم؟ فقال: قوم تعاقدوا بينهم إن مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يورثوا أحدا من أهل بيته ولم يولوهم مقامه، أما والله! لئن عشت إلى يوم الجمعة لأقومن فيهم مقاما أبين للناس أمرهم. قال: فما أتت عليه الجمعة (1).
(198) هشام والمتكلمون الإختصاص للمفيد - رحمه الله -: أحمد بن الحسن، عن عبد العظيم بن عبد الله، قال: قال هارون الرشيد لجعفر بن يحيى البرمكي: إني أحب أن أسمع كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني، فيحتجون عن بعض ما يريدون.
فأمر جعفر المتكلمين فاحضروا داره، وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم، وأرخى بينه وبين المتكلمين سترا. فاجتمع المتكلمون وغص المجلس