جده الإمام علي من املاء رسول الله للمسلمين وأقرأها بعضهم، وتابعه في ذلك الإمام جعفر الصادق وأكثر من توصيفها والنقل عنها وبيان ما فيها وانها كيف كتبت، وأن فيها كل ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة حيت أرش الخدش.
وكان الأئمة يصادمون في عملهم هذا مدرسة الخلافة في اعتمادها على الرأي والقياس في استنباط الاحكام وبيانها، وكانوا يصرحون بأنهم لا يعتمدون الرأي وإنما يحدثون عن رسول الله كما قال الإمام الصادق (ع):
حديثي، حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله وحديث رسول الله قول الله عز وجل.
* * * بعدما انصرفت قلوب بعض المسلمين عن مدرسة الخلافة اثر استشهاد الحسين (ع) وأدركوا أن أولئك ليسوا على حق في ما يقولون ويفعلون، ومالت قلوبهم إلى أهل بيت رسول الله (ص) عند ذاك. استطاع أئمة أهل البيت أن يبصروا بعضهم أمر دينهم ويعرفوهم أن مدرسة الخلفاء تعتمد الرأي في الدين في قبال أئمة أهل البيت الذين يبلغون عن الله ورسوله وكان الفرد المسلم بعد تفهم هذه الحقيقة، يتهيأ لقبول ما يبينه الامام من أئمة أهل البيت ومن ثم بدأ بعض الافراد يتلقى الحكم الاسلامي الذي جاء به رسول الله عن طريقهم. وكذلك استبصر الفرد بعد الاخر حتى تكونت منهم جماعات اسلامية واعية، ومن الجماعات الواعية مجتمعات اسلامية صالحة قائمة على أسس من المعرفة الاسلامية الصحيحة وعند ذاك احتاجوا إلى مرشدين فعين لهم الأئمة من يقوم بذلك وينوب عنهم في أخذ الحقوق المالية فكانوا يرجعون إلى الوكلاء النواب في ذينك تارة، وأخرى يجتمعون بامامهم إذا تيسر لهم السفر إليه.
والى جانب ذلك ساعدت الظروف أحيانا الأئمة منذ الإمام الباقر (ع) إلى تكوين حلقات دراسية يحضرها الأمثل فالأمثل من أهل عصرهم يحدثهم الامام فيها عن آبائه عن جده الرسول (ص) تارة وأخرى يروي لهم عن جامعة الإمام علي (ع)، وثالثة يبين لهم الحكم دونما اسناد، وتوسعت تلك الحلقات على عهد الإمام الصادق (ع) حتى بلغ عدد الدارسين عليه أربعة آلاف شخص وكان تلاميذهم يدونون أحاديثهم في رسائل صغيرة تسمى بالأصول، دأبوا على ذلك حتى بلغوا عصر