للدراسات الفقهية إلى العصور الأخيرة يدرسونها على من تتصل قراءتهم لها بمؤلفيها.
وهكذا بقيت الكتب الحديثية متداولة بين أيدي الطلبة حتى اليوم شأنها في ذلك شأن ألفية ابن مالك التي قرأها الطلاب على شيوخهم في الحوزات العلمية منذ تأليفها حتى اليوم.
وشأنها شأن كتب ابن سينا في الطب والفلسفة وشأن غيرهن من الكتب الدراسية التي بقيت تتداولها أيدي الطلبة الدارسين لها جيلا بعد جيل منذ تأليفها حتى اليوم غير أن العناية بكتب الحديث كانت أكثر من اي كتاب بعد كتاب الله، وبقي أسلوب الرواية لها سماعا وقراءة وإجازة معمولا به في دراساتها إلى القرون الأخيرة كما يشهد به ما تبقى لدينا من إجازات الرواية التي جمع بعضها المجلسي في المجلد السابع والعشرين من موسوعته البحار، واستدرك عليه جدنا شيخ المحدثين الشيخ مرزا محمد الشريف العسكري في خمسة مجلدات من مستدركه على بحار الأنوار، ومن أمثلة تلك الإجازات المصرحة باتصال قراءة الموسوعات الحديثية بمؤلفيها ما ورد في الإجازات التالية:
أ - إجازة الشيخ فخر الدين محمد (ت: 771 ه) ابن العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر، للشيخ محسن به مظاهر، ورد فيها: وأجزت له أيضا أن يروى عني مصنفات الشيخ الأعظم والامام الأقدم مقرر قواعد الشريعة شيخ الشيعة عماد الدين أبي جعفر بن الحسن الطوسي قدس الله روحه فمن ذلك كتاب تهذيب الأحكام فاني قرأته على والدي درسا بعد درس وتمت قراءته في جرجان سنة اثني عشر وسبعمائة عني عن والدي ثم والدي قرأه على والده أبي المظفر يوسف بن علي بن المطهر وأجاز له روايته ثم يوسف المذكور قرأه على الشيخ معمر بن هبة الله بن نافع الوراق وأجاز له روايته ثم الفقيه معمر المذكور قرأه على الفقيه أبي جعفر محمد بن شهرآشوب وأجاز له روايته ثم شهرآشوب قرأه على مصنفه أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله سره وقرأه جدي مرة ثانية على الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي وأجاز له روايته والشيخ يحيى المذكور قرأه على الفقيه الحسين بن هبة الله بن رطبة وأجاز له روايته والشيخ يحيى المذكور قرأه على المفيد أبي عبد الله محمد بن الحسن الطوسي وأجاز له روايته والمفيد قرأه على والده وأجاز له روايته وعندي مجلد واحد من الكتاب الذي قرأه المفيد على والده وهو بخط المصنف والده