وكان يسقيه النبيذ ويضحك مما يصنع وكان يحمله على أتان وحشية ويرسلها مع الخيل فيسبقها، فحمله يوما وجعل يقول تمسك... البيتين 1.
واشتهر يزيد بمنادمة القرود حتى قال فيه رجل من التنوخ:
يزيد صديق القرد مل جوارنا * فحن إلى أرض القرود يزيد فتبا لمن أمسى علينا خليفة * صحابته الأدنون منه قرود 2 وقال ابن كثير: اشتهر يزيد بالمعازف وشرب الخمور والغناء والصيد واتخاذ القيان والكلاب والنطاح بين الأكباش والدباب والقرود وما من يوم الا ويصبح فيه مخمورا: وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به ويلبس القرد قلانس الذهب وكذلك الغلمان وكان يسابق بين الخيل وكان إذا مات القرد حزن عليه وقيل أن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته... 3.
وروى البلاذري عن شيخ من أهل الشام: ان سبب وفاة يزيد أنه حمل قردة على الأتان وهو سكران ثم ركض خلفها فسقط فاندقت عنقه أو انقطع في جوفه شئ.
وروى عن ابن عياش أنه قال: خرج يزيد يتصيد بحوارين وهو سكران فركب وبين يديه أتان وحشية قد حمل عليها قردا وجعل يركض الأتان ويقول:
أبا خلف احتل لنفسك حيلة * فليس عليها إن هلكت ضمان فسقط واندقت عنقه 4.
ولا منافاة بين هذه الروايات فمن الجائز أنه اركب قردة على أتان وركب هو أيضا وركض خلفه وجعل ينقزها فعضته وسقط واندقت عنقه وانقطع في جوفه شئ وهكذا استشهد الخليفة قتيل القرد.
* * * كان هذا شيئا من سيرة يزيد، وكان أبناء الأمة آنذاك قد تبلد احساسها وأخلدت إلى سبات عميق وما غير حالها تلك عدا استشهاد الإمام الحسين (ع) كما نشرحه في الباب التالي.