معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٣٠١
الناس بشئ منها إذ كانوا حديثوا العهد بالجاهلية إلى قوله: فاحتمل رسول الله حتى إذا كان اليوم الثامن عشر أنزل الله عليه " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك... " إلى قوله:
فقال: يا أيها الناس، ان الله أرسلني إليكم برسالة، واني ضقت بها ذرعا، مخافة أن تتهموني وتكذبوني، حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي... (1).
وروى الحسكاني وابن عساكر:
عن أبي هريرة: أنزل الله عز وجل " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك - في علي بن أبي طالب - وان لم تفعل فما بلغت رسالته... " (2).
قصد أبو هريرة أن المقصود ان يبلغ ما نزل في علي.
روى الحسكاني:
" عن عبد الله بن أبي أوفى، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك...) ثم رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ثم قال: ألا من كنت مولاه... " (3).
وروى الواحدي في أسباب النزول والسيوطي في الدر المنثور عن أبي سعيد الخدري قال:
نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب:
" يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك... " (4).

(١) شواهد التنزيل للحسكاني ١ / ١٩٢ - ١٩٣ وفي ص ١٨٩ منه نزول الآية فقط.
(٢) شواهد التنزيل للحسكاني ١ / ١٨٧، ورواها ابن عساكر بترجمة الامام على من تاريخ دمشق بطرق كثيرة في الحديث ٤٥٢.
(٣) الحسكاني ١ / ١٩٠، و عبد الله بن أبي أوفى: علقمة بن خالد الحارث الأسلمي، صحابي شهد الحديبية، وعمر بعد النبي صلى الله عليه وآله، مات سنة ست أو سبع وثمانين وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة، واخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح، ترجمته بتقريب التهذيب ١ / ٤٠٢، وأسد الغابة ٣ / ١٢١.
(٤) أسباب النزول ص ١٣٥ والدر المنثور ٢ / ٢٩٨، وأراه هو الحديث المرقم ٢٤٤ من شواهد التنزيل، وراجع فتح القدير ٢ / 57، وتفسير النيسابوري 6 / 194.
الواحدي، هو أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت 468 ه‍)، ورجعنا إلى كتابه أسباب النزول ط. بيروت سنة 1395 ه‍.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست