كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه ويقال للشمس إذا زالت (قد - كا) فائت الشمس حين (حتى - كا) يفيئ الفيئ (وذلك - يب) عند رجوع الشمس إلى زوالها.
وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فإنما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم فذلك - 1 - قوله أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ما كان المؤمنون أحق به منهم وانما أذن للمؤمنين الذين قاموا بشرائط الايمان التي وصفناها وذلك أنه لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون مظلوما ولا يكون مظلوما حتى يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا حتى يكون قائما بشرائط الايمان التي اشترط (شرطها - يب) الله عز وجل على المؤمنين والمجاهدين فإذا تكاملت فيه شرائط الله عز وجل كان مؤمنا وإذا كان مؤمنا كان مظلوما وإذا كان مظلوما كان مأذونا له في الجهاد بقوله عز وجل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير وان (فأن - يب) لم يكن مستكملا لشرائط الايمان فهو ظالم ممن يبغى - 2 - ويجب جهاده حتى يتوب وليس مثله مأذونا له في الجهاد والدعاء إلى الله عز وجل لأنه ليس من المؤمنين المظلومين الذين اذن (الله - يب) لهم في القرآن في القتال - 3 -.
فلما نزلت هذه الآية اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا في المهاجرين الذين أخرجهم - 4 - اهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم إياهم وأذن لهم في القتال فقلت فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي اهل مكة لهم فما بالهم - 5 - في قتالهم كسرى وقيصر ومن دونهم (دونهما - يب) من مشركي قبائل العرب فقال لو كان انما اذن لهم في قتال من ظلمهم من اهل مكة فقط لم يكن لهم إلى قتال جموع كسرى وقيصر وغير اهل مكة من قبائل العرب