النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. ثم وصف اتباع نبيه (ص) من المؤمنين فقال عز وجل محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل وقال يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يعنى أولئك المؤمنين وقال قد أفلح المؤمنون ثم حلاهم ووصفهم - 1 - كي لا يطمع في اللحاق بهم الا من كان منهم (فقال - كا) فيما حلاهم (به - كا) ووصفهم الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون إلى قوله أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.
وقال في صفتهم - 2 - وحليتهم أيضا: الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ثم أخبر انه اشترى من هؤلاء المؤمنين ومن كان على مثل صفتهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيل والقرآن ثم ذكر وفائهم (له - 3 - كا) بعهده ومبايعته فقال ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم.
فلما نزلت هذه الآية " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " قام رجل إلى النبي (ص) فقال يا نبي الله أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل ألا أنه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو فأنزل الله عز وجل على رسوله (ص) التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين فبشر - 4 - النبي (ص) المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة