" طيب روحه ": بالهدايات الخاصة والالطاف المرجحة، وذلك بعد حسن اختياره وما يعود إليه من الأسباب.
" من طين لازب ": قال القاضي: هو الحاصل من ضرب الجزء المائي إلى الجزء الأرضي وفي القاموس اللزوب: اللصوق والثبوت، ولزب ككرم لزبا ولزوبا: دخل بعضه في بعض، والطين: لزق وصلب.
أقول: ويمكن أن يكون على هذا التأويل للآية الكريمة المراد باللزوب لصوقهم بالأئمة عليهم السلام وملازمتهم لهم، فقوله " كذلك لا يفرق الله " وفي بعض النسخ " لذلك " أي للزوبهم ولصوقهم بأئمتهم عليهم السلام ولصوق طينتهم بطينتهم، لا يفرق الله بينهم وبينهم، أو لكونهم من فرع تلك الطينة، لا يفرق الله بينهما في الدنيا والآخرة لان الفرع محلق بالأصل وتابع له.
" والحمأ ": الطين الأسود و " المسنون " المتغير المنتن، وقيل: أي مصبوب كأنه افرغ حتى صار صورة، وقيل إنه الرطب، وقيل مصور. و " الحمأ المسنون " طين سجين " فمن تراب ": أي خلقوا من تراب غير ممزوج بماء عذب زلال كما مزجت به طينة الأنبياء والمؤمنين، ولا بماء آسن أجاج كما مزجت به طينة الكافرين.
وكأن هذا وجه جمع بين الآيات الكريمة، فان ما دل على أنه خلق من حمأ مسنون فهو في الناصب، وما دل على أنه خلق من طين لازب فهو في الشيعة وما دل على أنه خلق من تراب فهو في المستضعفين، فيحتمل أن يكون المراد إدخال تا؟ الطينات في بدن آدم عليه السلام لتحصيل قابلية جميع تلك الأمور والأقسام في ولده، أو يكون المراد خلق كل صنف من طينة بإدخالها في النطفة، أو بحصول تلك النطفة من هذه الطينة.
فالأوسط أظهر لما رواه الشيخ في مجالسه باسناده، عن عبيد بن يحيى عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن جده الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد، وألين من الزبد، أبرد