بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٤ - الصفحة ٢١١
ما يوازنه عند الوزن، فكلما زيد في المؤمن من الايمان زيد في الكفة الأخرى وهو الكافر الذي بلاء المؤمن بسببه، سواء كان من الانس أو الجن، فيزيد بلاؤه و أذاه للمؤمن بحسب زيادة إيمان المؤمن.
14 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه يذكر به (1).
بيان: " أمر يحزنه " بالضم، قال في المصباح: حزن حزنا من باب تعب والاسم الحزن بالضم فهو حزين، ويتعدى في لغة قريش بالحركة، يقال: حزنني الامر يحزنني، من باب قتل قاله تغلب والأزهري وفي لغة تميم بالألف، ومثل الأزهري باسم الفاعل والمفعول في اللغتين على بابهما ومنع أبو زيد الماضي من الثلاثي، فقال: لا يقال: حزنه وإنما يستعمل المضارع من الثلاثي فيقال:
يحزنه انتهى.
وقوله: " يذكر به " على بناء المفعول من التفعيل، كأنه سئل عن سبب عروض ذلك الامر، فقال: يذكر به ذنوبه، والتوبة منها، لقوله سبحانه: " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (2) ". وربه القادر على دفع ذلك عنه، فيتضرع لذلك، ويدعو الله لرفعه، وسفالة الدنيا (3) ودناءتها لشيوع أمثال ذلك فيها فيزهد فيها، والآخرة وخلوص لذاتها عن الأحزان والكدورات فيرغب إليها ولا يصلح القلب إصلاح الحزن شئ وقد قيل: إن القلب الذي لا حزن فيه كبيت الخراب.
15 - الكافي: عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن المؤمن من الله عز وجل لبأفضل مكان - ثلاثا - إنه ليبتليه بالبلاء، ثم ينزع نفسه عضوا عضوا

(١) المصدر ٢٥٣.
(٢) الشورى: ٣٠ (3) أي ويذكر سفالة الدنيا. وهكذا قوله: والآخرة الخ.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست