فقال أبو عبد الله: " إذا فرغت من الطواف فأتنا ". فلما فرغ أبو عبد الله أتاه الزنديق، فقعد بين يدي أبي عبد الله ونحن مجتمعون عنده، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) للزنديق: " أتعلم أن للأرض تحتا وفوقا؟ " قال: نعم، قال: " فدخلت تحتها؟ " قال: لا، قال: " فما يدريك
____________________
ولما كان هذا الخروج في الحوادث الزمانية ظاهرا لا يحتاج إلى مؤونة بيان، ولم يكن للمجادل سبيل إلى إنكاره، أخذ يستدل بها على الاحتياج إلى المحدث ووجوده، ويتمم (1) مطلوبه من التوحيد بما يبينه، كما سيظهر (2) عند تقرير الدلائل.
قوله: (أتعلم أن للأرض تحتا وفوقا...؟) ابتدأ (عليه السلام) بإزالة إنكار الخصم، وإخراجه من مرتبة الإنكار إلى مرتبة الشك؛ ليستعد نفسه للإقبال على الحق وقبول ما جبلت العقول السليمة على قبولها والإذعان بها؛ فإن الأسباب الفاعلية والشروط الخارجية لا تغني عن (3) سلامة القابل واستعداده للتحلي بكماله القابل له، والإنكار من الآفات المانعة عن إدراك الحق على ما هو عليه في نفس الأمر، فأزال إنكاره بأنه غير عالم بما في الأرض تحتها، وليس له سبيل إلى الجزم بأن ليس تحتها شيء.
قوله: (أتعلم أن للأرض تحتا وفوقا...؟) ابتدأ (عليه السلام) بإزالة إنكار الخصم، وإخراجه من مرتبة الإنكار إلى مرتبة الشك؛ ليستعد نفسه للإقبال على الحق وقبول ما جبلت العقول السليمة على قبولها والإذعان بها؛ فإن الأسباب الفاعلية والشروط الخارجية لا تغني عن (3) سلامة القابل واستعداده للتحلي بكماله القابل له، والإنكار من الآفات المانعة عن إدراك الحق على ما هو عليه في نفس الأمر، فأزال إنكاره بأنه غير عالم بما في الأرض تحتها، وليس له سبيل إلى الجزم بأن ليس تحتها شيء.