الاعلى وفيه ست فقر أو ما بين الكتفين أو موصل العنق في الصلب والشعب هنا محل الصدع والشق والتفريق وهو المنسج ومنه الشعبة وهي الطايفة من كل شيء والقطعة منه، وقد نهاه (عليه السلام) عن فعل ما يوجب حمل الناس على كاهله وقصدهم اضراره واهلاكه أو أشد، بل ربما يحصل من تعاونهم ما يجوب هلاكه ولذلك عبر عنه (عليه السلام) بالعبارة المذكورة المشعرة بالإهلاك أو الضرر العظيم.
* الأصل 15 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال: ألا أخبرك بالإسلام أصله وفرعه وذروة سنامه؟ قلت: بلي جعلت فذاك قال: أما أصله فالصلاة وفرعه الزكاة وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قلت: نعم جعلت فداك قال: الصوم جنة من النار، والصدقة تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل بذكر الله، ثم قرأ (عليه السلام): «تتجافي جنوبهم عن المضاجع».
* الشرح قوله: (أما أصله فالصلاة) الامور الثلاثة من فروع الإسلام حقيقة لكن عد الصلاة أصله لأن قيامه يتحقق بها ولذلك شبهت بالعمود في الخبر السابق وعد الجهاد مع الأعداء الظاهرة أو الأعم منهم ومن النفس والشيطان، ذرورة سنامه لأن به غاية ارتفاعة كما أن ذروة الشيء غاية ارتفاع ذلك الشيء، وخص الزكاة بالذكر من بين فروعه المتكثرة لأنها العمدة كالصلاة ثم ذكر من جملة أبواب الخير ثلاثة لكثرة مناها أو لها الصوم الواجب أو الأعم وهو جنة يقي صاحبه عما يؤذيه أو يهلكه من الشهوات ومن الشروط لكماله حفظ جميع الجوارح عما يليق به، وثانيها الصدقة الواجبة أو الأعم وهي تذهب بالخطيئة تكفر عنها بل تحفظ عنها أيضا، وثالثها قيام الرجل جوف الليل بذكر الله ولم يذكر فائدته كما ذكر قبله للدلالة على الكثرة والتعميم مع احتمال أن يكون فائدته اذهاب الخطيئة أيضا بقرينة العطف.
قوله: (وذروة سنامه) الإضافة بيانية أو لامية إذ للسنام الذي هو ذروه البعير ذروة أيضا هي أرفع أجزائه.
قوله: (تتجافي جنوبهم عن المضاجع) كناية عن القيام إلى صلاة الليل والذكر.