الفروج والثواب. على الإيمان.
2 - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهم السلام) قال:
الإيمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل.
* الشرح قوله: (الإيمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل) لعل المراد بالإقرار الاقرار بالشهادتين وبالعمل عمل القلب وهو التصديق بجميع ما جاء به النبي ويطلق العمل عليه أيضا كما سيجيء في الباب الثالث بعد هذا الباب فيدل على أن الايمان مركب من الاقرار والتصديق كما ذهب إلى محقق الطوسي واستدل على أن الأول وحده وهو الاقرار باللسان ليس بايمان بقوله تعالى «قالت الاعراب آمنا لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا» فقد أثبت الاقرار اللساني ونفي الايمان فعلم أن الايمان ليس هو الاقرار اللساني، وعل أن الثاني وحده وهو التصديق ليس بايمان بقوله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم» أثبت للكفار الاستيقان النفسي وهو التصديق لما كان مقرونا بالانكار كان غير معتبر لأن التصريح بالنقيض وفيه نظر أما أولا فلان التصديق لما كان مقرونا بالانكار كان غير معتبر لأن التصريح بالنقيض ربما كان مانعا من القبول والاعتبار.
وأما ثانيا فلان هذه الآية انما تدل على أن التصديق وحده ليس بايمان ولا تدل على أن الاقرار باللسان جزء من الايمان، لجواز أن يكون شرطا له وينتفي المشروط بانتفاء الشرط كما أن الكل ينتفي بانتفاء الجزء، ومن ثم حمل المتكلمون القائلون بأن الايمان نفس التصديق الاخبار الدالة على جزئية أعمال الجوارح للايمان على أنها للكمال بمعنى أن العمل ليس جزءا للايمان بحيث يعدم الايمان بعدم العمل بل إضافة العمل اليه إضافة كما وكذا حملوا الاخبار الدالة على جزئية الاقرار باللسان على أن شرط في الأيمن لا جزء منه وعلى هذا حملوا الاخبار المختلفة الدال بعضها على أن الايمان نفس التصديق وبعضها على أن التصديق والعمل مثل الصلاة والزكاة وغيرهما وبعضها على أنه التصديق والاقرار ومعنى قوله (عليه السلام) «والاسلام اقرار بالشهادتين وغيرهما» بلاعتبار عمل قلبي وهو التصديق معه بناء على ما ذكرنا من أن المراد بالعمل العمل القلبي فحينئذ يناسب هذا الخبر الخبرين بعده مناسبة ظاهرة اما مناسبته للأول منهما فظاهرة وأما للثاني فلان ضم أفعال الجوارح إلى الاقرار من غير أن يكون معه تصديق قلبي يصدق عليه أنه اقرار بلال عمل أي بلا تصديق ولا يصدق عليه أنه اقرار وعمل فليتأمل.