شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٧٥
الفروج والثواب. على الإيمان.
2 - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهم السلام) قال:
الإيمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل.
* الشرح قوله: (الإيمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل) لعل المراد بالإقرار الاقرار بالشهادتين وبالعمل عمل القلب وهو التصديق بجميع ما جاء به النبي ويطلق العمل عليه أيضا كما سيجيء في الباب الثالث بعد هذا الباب فيدل على أن الايمان مركب من الاقرار والتصديق كما ذهب إلى محقق الطوسي واستدل على أن الأول وحده وهو الاقرار باللسان ليس بايمان بقوله تعالى «قالت الاعراب آمنا لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا» فقد أثبت الاقرار اللساني ونفي الايمان فعلم أن الايمان ليس هو الاقرار اللساني، وعل أن الثاني وحده وهو التصديق ليس بايمان بقوله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم» أثبت للكفار الاستيقان النفسي وهو التصديق لما كان مقرونا بالانكار كان غير معتبر لأن التصريح بالنقيض وفيه نظر أما أولا فلان التصديق لما كان مقرونا بالانكار كان غير معتبر لأن التصريح بالنقيض ربما كان مانعا من القبول والاعتبار.
وأما ثانيا فلان هذه الآية انما تدل على أن التصديق وحده ليس بايمان ولا تدل على أن الاقرار باللسان جزء من الايمان، لجواز أن يكون شرطا له وينتفي المشروط بانتفاء الشرط كما أن الكل ينتفي بانتفاء الجزء، ومن ثم حمل المتكلمون القائلون بأن الايمان نفس التصديق الاخبار الدالة على جزئية أعمال الجوارح للايمان على أنها للكمال بمعنى أن العمل ليس جزءا للايمان بحيث يعدم الايمان بعدم العمل بل إضافة العمل اليه إضافة كما وكذا حملوا الاخبار الدالة على جزئية الاقرار باللسان على أن شرط في الأيمن لا جزء منه وعلى هذا حملوا الاخبار المختلفة الدال بعضها على أن الايمان نفس التصديق وبعضها على أن التصديق والعمل مثل الصلاة والزكاة وغيرهما وبعضها على أنه التصديق والاقرار ومعنى قوله (عليه السلام) «والاسلام اقرار بالشهادتين وغيرهما» بلاعتبار عمل قلبي وهو التصديق معه بناء على ما ذكرنا من أن المراد بالعمل العمل القلبي فحينئذ يناسب هذا الخبر الخبرين بعده مناسبة ظاهرة اما مناسبته للأول منهما فظاهرة وأما للثاني فلان ضم أفعال الجوارح إلى الاقرار من غير أن يكون معه تصديق قلبي يصدق عليه أنه اقرار بلال عمل أي بلا تصديق ولا يصدق عليه أنه اقرار وعمل فليتأمل.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428