* الأصل 3 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) فقال لي: ألا ترى أن الإيمان غير الإسلام.
* الشرح قوله (قالت الاعراب آمنا) لما أقرت الاعراب بالشهادتين قالوا آمنا بهذا الاقرار فقال الله تعالى لنبيه (قل لم تؤمنوا» بعد لأن هذا الإقرار ليس بايمان (ولكن قولوا أسلمنا» به إذا لستم بمؤمنين (ولم يدخل الايمان» أي التصديق الخاص (في قلوبكم» ففيه دلالة على أن الإسلام نفس الإقرار اللساني والايمان نفس التصديق وقال بعض العامة الاسلام الشهادتان والايمان العمل ثم قرأ هذه الآية وفيه دلالة واضحة على أن المراد بالعمل القلبي وهو التصديق كما ذكرناه.
* الأصل 4 - محمد بن يحيى، عن أحد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الاسلام والايمان، ما الفرق بينهما فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، ثم قال التقينا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل، فقال له أبو - عبد الله (عليه السلام): كأنه قد أزف منك رحيل؟ فقال: نعم فقال: فالقني في البيت، فلقيه فسأله عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما؟ فقال: الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان، فهذا الإسلام، وقال: الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا فإن أقر بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالا.
* الشرح قوله: (فلم يجبه) كأنه ترك الجواب للتقية ولئلا يذكره السائل لأهل المدينة ولذلك أجابه عند خروجه منها.
قوله: (الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس) أريد بالظاهر الاعمال الظاهرة وقوله شهادة أن لا اله إلا الله وما بعده بدل له للايضاح، وأريد بالشهادة الاقرار باللسان بالتوحيد والرسالة سواء كان معه تصديق أولا وقد عرفت سابقا أن الاسلام يصدق على كل واحدة منهما.
قوله: (الإيمان معرفة هذا الامر مع هذا) أي الايمان معرفة الولاية والتصديق بها مع هذا الظاهر المذكور، وقد يحتج به من يجعل الايمان مركبا من التصديق والاعمال الظاهرة وفيه أن المعية لا تدل على الجزئية لأنها أعم منها وعلى تقدير التسليم فلعله تفسير للايمان الكامل والمناقشة في