شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٥٥
للعلماء لا يمكن حصوله بدون العلم بالمطالب. وبالايمان الايمان الكامل وهو الاعتقاد بالجنان والاقرار باللسان والعمل بالأركان، وبالاخلاص تجريد جميع ذلك عن غير وجه الله تعالى وتطهير القلب عما سواه وان كان لازما للفعل فلو أعتق العبد لله مع قصد الفراغ من ايفاقه أيضا، أو صلى في الليل مع قصد حفظ متاعه، أو توضأ لله مع قصد تبرده أو أعطى السائل لله مع قصد تخلصه من ابرامه أو عمل طاعة أو ترك معصية لقصد الفوز بالثواب والنجاة من العقاب، فالظاهر أن هذه القصود تنا في الاخلاص كما ذهب اليه جمع كثير من العلماء أو تنافي كما له كما ذهب اليه طائفة.
وبالأربعين هذا العدد إذ فيه يبلغ الانسان إلى كماله في القوة العقلية والقوى الادراكية فيستعد استعدادا تاما لأن يزهده الله في الدنيا ويوفقه لتركها.
قوله: (فزهده (1) عليه أو ميل القلب إليها وصرفه عنها أو الضار والنافع منها في الآخرة أعنى المعصية والطاعة.
قوله: (فأثبت الحكمة في قلبه) أي جعلها راسخة فيه بحيث يرى بها صور الحقائق الملكوتية وجمال الاسرار اللاهوتية، ويجوز أن يقرأ «أنبت» بالنون فيكون تمثيلا لزيادتها ونموها بالإخلاص بانبات الزرع ونموه بالماء لقصد الايضاح.
قوله: (وأنطق بها لسانه) فيتكلم ما ينفعه وينفع غيره في الدنيا والآخرة حتى يعد في الصديقين وهذه الخواص الخمس المرتبة على الاخلاص أمهات المنجيات.
قوله: (ثم تلا) لعل الغرض من تلاوتها هو التنبيه على أن غير المخلص مندرج فيها والوعيد متوجه اليه أيضا لأنك قد عرفت أن قلبه ساقط لكونه ذا شرك أو شك وهما بدعة وافتراء على الله ورسوله. والآية على تقدير نزولها في قوم مخصوصين لا يقتضى تخصيص الوعيد وهو الغضب والذلة بهم، لأن الامر إذا جرى على قوم لصفة وجدت في غيهم هي أو نظيرها جرى ذلك الامر في ذلك الغير أيضا، ومن ثم قيل «خصوص السبب لا يوجب تخصيص الحكم» وعلى هذه فالآية بيان لفحوى الحديث وحجة لمفهومه، فهي وان نزلت في أصحاب السامري لكن جرى حكمها في أصحاب سامري هذه الأمة ويلحق الغضب والعقوبة والذلة بهم آجلا وعاجلا لقتلهم وأسرهم عند ظهور الدولة القاهرة، وكذا جرى حكمها في أصحاب الشرك والشك والبدعة والافتراء إلى يوم القيامة، والله أعلم.
قوله: (وكذلك) أي مثل جزاء من اتخذ العجل من الغصب والذلة.

1 - كذا.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428