الخبر باللام المفيد للحصر، وضمير الفضل المؤكد له، ويندفع به ما عسى أن يتوهم من أن التفضيل انما يتعارف إذا كان المفضل من جنس المفضل عليه، والنية ليس من جنس العمل.
* الأصل 5 - وبهذه الاسناد قال: سألته من قول الله عز وجل: (إلا من أتى الله بقلب سليم) قال: القلب السليم الذي يلقى ربه وليس في أحد سواه، قال: وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط وإنما أراد بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.
* الشرح قوله: (وليس فيه أو سواه) أي شغل بربه عن غيره من المال والوالد وغيرهما كمال قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون».
قوله: (وكل قلب فيه شرك) لعبادة النفس والشيطان أو شك لميله إلى الدنيا وحبه لها وان كان فارعا عنها فهو ساقط عن الاعتبار أو عن قرب الحق، وانما أرادوا بالزهد في الدنيا وتركها لتفرغ قلوبهم للآخرة وتتفكر في أمرها وما يوجب النجاة والترقي فيها من ذكر الله وطاعته في الظاهر والباطن فلا فائدة في تركها ظاهرا مع اشتغال القلب بها وحبه لها وميله إلى عبادة النفس والشيطان.
وقال بعض الحكماء: اثنان في العذاب سواء غني حصلت له الدنيا فهو بها مشغول مهموم، وفقير زويت عنها فنفسه تنقطع عليها حسرات فلا تجد إليها سبيلا. والحاصل أن ترك الدنيا لتطهير القلب عن حبها وعن طاعة النفس والشيطان وتصفيته عن غيره تعالى لينمو فيه بذر المحبة والذكر و يرتقى إلى المقام القرب ولا يتحقق ذلك بالقلب الملوث بشهواتها كالبذر في أرض السبخة.
* الأصل 6 - بهذا الإسناد، عن سفيان بن عيينة، عن السندي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال ما أخلص العبد الإيمان بالله عز وجل أربعين يوما - أو قال ما: أجمل عبد ذكر الله عزوجل أربعين يوما - إلا زهده الله عز وجل في الدنيا وبصره داءها ودواءها فأثبت الحكم في قلبه وأنطق بها لسانه، ثم تلا: (ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين) فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلا ومفتريا عيل الله عز وجل وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أهل ليته صلوات الله عليه إلا ذليلا.
* الشرح قوله: (ما أخلص العبد الايمان بالله) لعل المراد بالعبد العبد العالم الاخلاص مرتبة عالية