شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٠٢
* الشرح:
قوله (أشكرت فلانا فيقول بل شكرتك يا رب فيقول لم تشكرني إذ لم تشكره) لعل معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على احسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر احسان الناس إليه ويكفر معروفهم لاتصال أحد الامرين بالاخر، والحاصل أن من لم يشكر الناس كان كمن لم يشكر الله وان شكره، وقيل معناه ان من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته كفران نعمة الله وترك الشكر له ولا ينافي هذا الخبر ما روي عن أمير المؤمنين «ع» قال «ولا يحمد حامد الا ربه» حيث قصر الحمد والثناء على الله لان المراد أنه مبدء كل نعمة يستحق بها الحمد وان كل حمد يرجع إليه في الحقيقة كما صرح به جماعة من المحققين وقد يجاب بأن الغير يتحمل المشقة بحمل رزق الله إليك فالنهي عن الحمد لغير الله على أصل الرزق لان الرازق هو الله والترغيب في الحمد له على تكلف من حمل الرزق وكلفة ايصاله باذن الله ليعطيه أجر مشقة الحمل والايصال، وبالجملة هناك شكران شكر للرزق وهو لله وشكر للحمل وهو للغير ويؤيده ما روى في طرق العامة ولا تحمدن أحدا على رزق الله، وقيل النهى مختص بالخواص من أهل اليقين الذين شاهدوه رازقا ولا تحمدن أحدا على رزق الله، وقيل النهى مختص بالخواص من أهل اليقين الذين شاهده رازقا شغلوا عن رؤية الوسائط فنهاهم عن الاقبال عليها لأنه تعالى يتولى جزاء الوسائط عنهم بنفسه والامر بالشكر مختص بغيرهم ممن لاحظ الأسباب والوسائط كالأكثر لان فيه قضاء حق السبب أيضا والتعميم أولى لان الواسطة في الخبر أيضا عزيز كصاحبه ومستحق للشكر مثله وقد شكر الله عبده مع كمال غناه عنه فقال (نعم العبد أنه أواب) وقال (انه كان صديقا نبيا).
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428