تعالى إليه إذا عرفت هذا فقد شكرتني. وأما ما يقال في العرف من ان فلانا مؤد فلانا مؤد لحق الله فمبنى على ان التكاليف تسمى حقوقا له وذلك الأداء في الحقيقة من أعظم نعم الله تعالى على عبده قال الله عز وجل (يمنون عليك ان أسملوا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هديكم للايمان ان كنتم صادقين).
* الأصل:
28 - ابن أبي عمير، عن ابن رئاب، عن إسماعيل بن الفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات: «اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية من دين أو دنيا فمنك وحدك، لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى وبعد الرضا» فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة.
* الشرح:
قوله (اللهم ما أصبحت بي من نعمة) الاصباح الدخول في الصبح وقد يراد به الدخول في الأوقات مطلقا وما الموصولة مبتدأ والعائد إليه مستتر في الظرف والظرف وهو «بي» مستقر حال عن الموصول أي متلبسا بي و «من نعمة» بيان له «منك» خبر له والفاء لتضمن الموصول معنى الشرط بمعنى أن ما به من نعمة سبب للحكم بكونه منه تعالى. وفيه دلالة لي أن الشكر الاجمالي يقول مقام الشكر التفصيلي.
* الأصل:
29 - ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان نوح عليه السلام يقول ذلك إذا أصبح، فسمي بذلك عبدا شكورا، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صدق الله نجا.
* الشرح:
قوله (من صدق الله نجا) تصديقه في تكاليفه عبارة عن الاقرار بها والاتيان بمقتضاها وفي نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب ومقابلتها بالشكر والثناء.
* الأصل:
30 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن الله يحب كل قلب حزين ويحب كل عبد شكور، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيدة يوم القيامة: أشكرت فلانا؟ فيقول: بل شكرتك يا رب: فيقول: لم تشكني إذ لم تشكره، ثم قال: أشكر كم الله أشكركم للناس.