شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٠٧
عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوحى الله تبارك وتعالى إلى بعض أنبيائه (عليهم السلام) الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد.
10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: هلك رجل على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتي الحفارين فإذا بهم لم يحفروا شيئا وشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله ما يعمل حديدنا في الأرض، فكأنما نضرب به في الصفا، فقال: ولم إن كان صاحبكم لحسن الخلق، إيتوني بقدح من ماء، فأتوه به، فأدخل يده فيه، ثم رشه على الأرض رشا ثم قال: احفروا، قال حفر الحفارين، فكأنما كان رملا يتهايل عليهم.
* الشرح قوله: (إن كان صاحبكم لحسن الخلق) أن مخففة بدليل اللام في خبر كان وليس للشرط و «ايتوني» جزاء بل هو ابتداء كلام. فكأنما كان رملا يتهايل عليهم أي يصب عليهم من هلت الدقيق في الجراب هيلا من باب ضرب صببته. وقال أبو زيد هلت من التراب صببته بلا رفع اليدين. ويقرب منه قول الأزهري هلت التراب الرمل وغير ذلك إذا أرسلته فجرى، وبعضهم يقول هلت الرمل حركت أسفله فسال من أعلاه.
* الأصل 11 - عنه، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الخلق منيحة يمنحها الله عز وجل خلقه، فمنه سجية ومنه نية، فقلت: فأيتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية، هو مجبول لا يستطيع غيره وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا، فهو أفضلهما.
* الشرح قوله: (ان الخلق منيحة يمنحها الله عز وجل خلقه) المنحية والمنحة العطية والمنح الاعطاء (فمنه سجية ومنه نية) السجية الخلق والطبيعة والنية والمكتسبة بقرينة المقابلة يقال نويته أنويه أي قصدته، والاسم النية مثقلة والتخفيف لغة. وهذا صريح في أن الخلق منه طبيعي عزيزي خلقه الله في بدء الفطرة ومنه مكتسب بأن يتمرن عليه حتى بصير كالغريزة فبطل قول من قال أنه غريزة لا مدخل للاكتساب فيه (1)

- قوله «لا مدخل للاكتساب فيه» والالزام الجبر والتكليف بما لا يطاق إذ أمر بتحصيل الحسن والفضائل وأوعد على القبايح. (ش)
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428