شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٤٥
والعمل بها من الجهد بالفتح وهو طلب الشيء الموجب لوصوله إلى نهايته، يقال جهد في الأمر جهدا من باب نفع إذا طلبه حتى بلغ نهايته.
* الأصل 2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن حديد بن حكيم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع.
* الشرح قوله: (اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع) أي اتقوا عذاب الله ومخالفته صونوا دينكم عن الضياع والفساد بالورع وترك ما ينبغي الإجتناب عنه من المشتبهات وإن بعد احتمال الحرمة فيها قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «الورع جنة» أي جنة من النار، إذ من ترك ملاذ الدنيا فاز بالعقبى ونجا من سهام النار، وقال بعض أهل المعرفة: رأيت في المنام كان القيامة قد قامت والخلق كلهم في الموقف فرأيت طيرا أبيض يأخذوا واحدا من الموقف ويدخله الجنة فقلت ما هذا الطير الذي من الله تعالى على عباده، فنادى مناد أن هذا الطير شيء يقال له الورع.
* الأصل 3 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن يزيد ابن خليفة، قال:
وعظنا أبو عبد الله (عليه السلام) فأمر وزهد، ثم قال: عليكم بالورع، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالورع.
* الشرح قوله: (فامر وزهد، ثم قال عليكم بالورع فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالورع) أي لا ينال ما عند الله من الأسرار اللاهوتية والأنوار الملكوتية واللوامع الغيبية والصور العينية والمثوبات الأخروية واللذات الروحانية والدرجات العالية في الدار الباقية إلا بالورع فإن المتورع يحاسب نفسه دائما في حركاتها وسكناتها ويتهمها في كل ما تأمر به فإذا خلص، من مهلكاتها تنور قلبه (1)

١ - قوله «فإذا خلص من مهلكاتها تنور قلبه» تكلم علماء هذا الشأن في الحالات التي يتبادل على الإنسان من أول سلوكه أن يبلغ ما يمكن بلوغه إليه وقد يقدم بعض المقامات على بعض أحدهم ويؤخره آخرون لاختلاف الحالات الطارية ونظيره رتبة الحكماء في تدرج الإنسان من العقل الهيولاني إلى العقل بالفعل والعقل المستفاد قدم بعضهم العقل المستفاد والآخرون العقل بالفعل باعتبار وقد يكون عقل الإنسان بالنسبة إلى امور عقلا بالملكة وبالنسبة إلى اخرى عقلا بالفعل أو مستفادا، ولا خلاف بين أهل السلوك في أن الورع والاجتناب عن المحارم بل عن الالتفات إلى حظوظ النفس يوجب توجهه إلى العوالم المعنوية وانفتاح باب عالم الملكوت على قلبه وقد علم بالتجربة أن توجه النفس إلى بعض شؤنها يصرفها عن غيرها واللذات والشهوات بعض شؤون النفس والاختلاس من العالم الملكوت أيضا بعض شؤونها يمنع إحديهما الأخرى.
(ش)
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428