باب الملكوت وظهرت له لوامع لأنوار ولاحت له لوايح الاسرار مرة بعد خرى فيشاهد أمورا غيبية في صور مثالية (1) والجد في العبادة والمراقبة ولا عراض عن المشاغل الدنيوية الحسية بالكلية فيحصل له الوجد والشكر والشوق والمحبة فيمحوه تارة بعد اخرى ويجعله فانيا عن نفسه وهكذا حتى يتمكن ويتخلص من التلوين وينزل عليه السكية ويصير ورود هذه الأحوال ملكة له وإذا بلغ هذه المرتبة دخل في عالم الجبروت ولا يرى إلا الحي الذي لا يموت ولم له نظامه ونال ماله عند الله كماله وتمامه.
* الأصل 4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.
* الشرح قوله: (لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه) أي لا ينفع الإجتهاد في الأعمال المطلوبة والأفعال المرغوبة بلا ورع عن المحرمات والمشتبهات وغيرها فإن احداث الباعث للكرامة لا ينفع من الإتيان بالمانع منها.
* الأصل 5 - عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد الصيقل، عن فضيل ابن يسار قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن أشد العبادة الورع.
* الشرح قوله: (إن أشد العبادة الورع) إذ في كل عبادة جهاد مع النفس الإمارة ولا ريب في أن تفاوت العبادات في الشدة والفضيلة باعتبار تفاوت الجهاد مع النفس في الشدة والضعف ولا في أن