الجار ولصاحب ويطرح عن نفسه ذم الناس له ان لم يحفظه، والذمام بالكسر الحرمة، وما يذم به الرجل على اضاعته من العهد والإمام وغيرهما.
(ورأسهن الحياء هو خلق غريزي أو مكتسب يمنع من فعل القبيح وخلاف الآداب والتقصير في الحقوق خوفا من اللوم والذم به، ولا يوجد شيء من المكارم بدونه ولذلك هو رأسهن.
* الأصل 2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خص رسله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أن ذلك من خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، قال: فذكر [ها] عشرة: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروة قال: وروي بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها الصدق وأداء الأمانة.
* الشرح قوله: (إن الله عز وجل خص رسله بمكارم الأخلاق) الأخلاق جمع خلق وهو ملكة للنفس يصدر عنه الفعل بسهولة من غير روية وفكر خلاف الحال; وقد توهم أن الأخلاق كلها خلقية فيكون التكليف بها تكليفا بما لا يطاق وهذا التوهم فاسد لأن الاخلاق قد تتغير وتتبدل كما هو المشاهد في كثير من الناس فإنهم يزاولون ويمارسون خلقا من الأخلاق حتى يصير ملكة.
لا يقال مدخول الباء أما مقصور كما يقتضيه القاعدة، أو مقصور عليه. فعلى الأول لزم أن لا توجد المكارم في غير الرسل وهو ينافي ما بعده وعلى الثاني لزم أن لا يوجد في الرسل غير المكارم لأنا نقول يمكن دفع الأول بأن للمكارم عريضا والمقصور على الرسل هو الطرف الأعلى، ولا ينافيه وجود ما دونه على تفاوت المراتب في غيرهم، أو بأن خلقية المكارم مقصورة على الرسل جميعا ولا توجد في غيرهم جميعا ولا ينافيه وجودها في بعض الاغيار، ويمكن دفع الثاني بأن الحصر إضافي بالنسية إلى أضداد المكارم يعني أن الرسل مقصورون على المكارم ولا يتجاوزونها إلى أضدادها بخلاف غيرهم وهذا أظهر على أنه يمكن أن يكون المقصود أنه تعالى خص رسله بإنزال المكارم إليهم وتقريرهم لها وعلى هذا لا يتوجه شيء.
(فامتحنوا أنفسكم) وإختبروها (فإن كانت فيكم فاحمدوا الله) لأنها من أعظم نعمائه لديكم و (واعلموا أن ذلك من خير) عظيم أفاضه عليكم (وإن لا تكن فيكم فاسألو الله) عن تيسير ذلك الكمال (وارغبوا إليه بالتضرع والابتهال.