شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٨٠
الجار ولصاحب ويطرح عن نفسه ذم الناس له ان لم يحفظه، والذمام بالكسر الحرمة، وما يذم به الرجل على اضاعته من العهد والإمام وغيرهما.
(ورأسهن الحياء هو خلق غريزي أو مكتسب يمنع من فعل القبيح وخلاف الآداب والتقصير في الحقوق خوفا من اللوم والذم به، ولا يوجد شيء من المكارم بدونه ولذلك هو رأسهن.
* الأصل 2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خص رسله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أن ذلك من خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، قال: فذكر [ها] عشرة: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروة قال: وروي بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها الصدق وأداء الأمانة.
* الشرح قوله: (إن الله عز وجل خص رسله بمكارم الأخلاق) الأخلاق جمع خلق وهو ملكة للنفس يصدر عنه الفعل بسهولة من غير روية وفكر خلاف الحال; وقد توهم أن الأخلاق كلها خلقية فيكون التكليف بها تكليفا بما لا يطاق وهذا التوهم فاسد لأن الاخلاق قد تتغير وتتبدل كما هو المشاهد في كثير من الناس فإنهم يزاولون ويمارسون خلقا من الأخلاق حتى يصير ملكة.
لا يقال مدخول الباء أما مقصور كما يقتضيه القاعدة، أو مقصور عليه. فعلى الأول لزم أن لا توجد المكارم في غير الرسل وهو ينافي ما بعده وعلى الثاني لزم أن لا يوجد في الرسل غير المكارم لأنا نقول يمكن دفع الأول بأن للمكارم عريضا والمقصور على الرسل هو الطرف الأعلى، ولا ينافيه وجود ما دونه على تفاوت المراتب في غيرهم، أو بأن خلقية المكارم مقصورة على الرسل جميعا ولا توجد في غيرهم جميعا ولا ينافيه وجودها في بعض الاغيار، ويمكن دفع الثاني بأن الحصر إضافي بالنسية إلى أضداد المكارم يعني أن الرسل مقصورون على المكارم ولا يتجاوزونها إلى أضدادها بخلاف غيرهم وهذا أظهر على أنه يمكن أن يكون المقصود أنه تعالى خص رسله بإنزال المكارم إليهم وتقريرهم لها وعلى هذا لا يتوجه شيء.
(فامتحنوا أنفسكم) وإختبروها (فإن كانت فيكم فاحمدوا الله) لأنها من أعظم نعمائه لديكم و (واعلموا أن ذلك من خير) عظيم أفاضه عليكم (وإن لا تكن فيكم فاسألو الله) عن تيسير ذلك الكمال (وارغبوا إليه بالتضرع والابتهال.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428