شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٦٨
الحسين (عليه السلام) قال: إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله، قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: إذهبوا إلى الجنة بغير حساب، قال:
فتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، قال: فيقولون: فأي ضرب أنتم من الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قال: فيقولون: وأي شيء كانت أعمالكم؟
قالون: كنا نحب في الله ونبغض في الله قال: فيقولون: نعم أجر العاملين.
* الشرح قوله: (قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول اين المتحابون في الله قال فيقوم عنق من الناس) العنق الجماعة والظاهر أن المنادي غيره تعالى ويفهم من طريق العامة ان المنادي هو الله سبحانه روى مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إن الله جل وعلا يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» وقوله بحلالي أي بسبب تعظيم حقي وطاعتي وطلب رضاي لا لغرض آخر دنيوي هذا النداء نداء تنويه وأكرم.
* الأصل 9 - عنه، عن علي بن حسان، عمن ذكره، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث من علامات المؤمن: علمه بالله ومن يحب ومن يبغض.
* الشرح قوله: (ثلاث من علامات المؤمن علمه بالله ومن يجب ومن يبغض) أي عمله بمن ينبغي أن يحبه ومن ينبغي أن يبغضه فإن المؤمن يكمل إيمانه بهذه العلوم ويهتدي إلى خير وشره ونفعه وضره.
* الأصل 10 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله الجنة بحبكم وإن الرجل ليبغضكم وما عرف ما أنتم عليه فيدخله الله ببغضكم النار.
* الشرح قوله: (إن الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله الجنة بحبكم) دل على أن الشيعة يدخل الجنة وكذا من أحبه وإن لم تكن أن أهل المعرفة لكن بشرط أن لا يكون من أهل الإنكار (1)

1 - قوله «لكن بشرط إن لا يكون من أهل الإنكار» قال المحقق الطوسي (قدس سره) في التجريد محاربوا على كفرة ومخالفوه فسقه، وقال العلامة (رضي الله عنه) في شرحه المحارب لعلى كافر لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا علي حربك حربي» ولا شك في كفر من حارب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأما مخالفوه في الأمانة فقد اختلف قول علمائنا فمنهم من حكم بكفرهم.... وذهب آخرون إلى أنهم فسقة وهو الأقوى ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة أحدها أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة. الثاني قال بعضهم أنهم يخرجون من النار إلى الجنة، الثالث، ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود ولا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضى لإستحقاق الثواب انتهى.
وهنا سؤالان: الأول: أن قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا علي حربك حربي» رواية ربما يكون محاربه (عليه السلام) غير عالم بصحتها فيكف يحكم بكفر من أنكر رواية لا يعلم صحتها، والجواب أن محارب علي (عليه السلام) كانوا معاصرين له (عليه السلام) وكانوا ممن أدركو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورأوا عنايته به ومحبته له واعتماده عليه ولم يكن عداوتهم لعلي (عليه السلام) إلا لعدم إيمانهم بنبوته باطنا ولا يحتمل في حقهم الجهل بمقام علي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). الثاني: إن المستضعف الجاهل الذي لم يكن مقصرا كيف يحكم بفسقه، والجواب أن مقصود المحقق (رضي الله عنه) بيان الاعتقاد الذي يوجب الفسق من حيث هو اعتقاد ومعذورية القاصر الجاهل أمر آخر كما أن قول الله تعالى: «الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة» لبيان اقتضاء هذا العمل ولا ينافي معذورية الزاني جهلا بالموضوع والمستضعف أن فرض وجوده بحيث يعذر العقلاء في مثله مجرميهم إذا جهلوا فالله تعالى أولى بأن يعذره. (ش)
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428