محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني، أو محمد بن الحسين بن سعيد الطبري، أو غيرهما ممن هو في هذه الطبقة، فإنهم جماعة غير أن عدم الإيضاح في مثله والرواية عن سهل بن زياد يرجحان الاحتمال الأول، فإن رواية صاحب الكتاب عن الصفار متكررة، وهي من الكثرة مجملة ومفردة تكاد تلحق بالأمر البديهي الضروري؛ والله سبحانه العالم بحقيقة الحال.
* قوله صلوات الله عليه: حتى كان الرجل منهم ليدعى (1) من بين يديه إلخ (2) [ص 92 ح 4] " كان " فعل من الأفعال الناقصة لا حرف يشبهه، واللام جواب قسم محذوف، وفي الكلام استعارة تمثيلية، فإنه صلوات الله عليه شبه صورة خبطهم في استدلالهم وتوغلهم في ضلالتهم وبعدهم عن الحق وإصابتهم غير ما قصدوه بالدليل مع اعتقادهم أنه هو بصورة حيرة من أطار التحير لبه وذهب الدهش بقلبه حتى صار يسمع الصوت من غير جهة ويرى الشخص في خلاف جانبه، فإذا دعي من بين يديه ولا دعاء هناك ولا إجابة حقيقة، وهذا كما تقول للمتردد في أمر: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى، ولا تقديم ولا تأخير حقيقة.
* قوله (عليه السلام): فهذه الشمس خلق من خلق الله إلخ [ص 93 ح 8] الظاهر أن المراد أنه تعالى كما حجب بعض المحسوسات عن الحواس الظاهرة فلا يتمكن من إدراكها على ما ينبغي، كذلك سبحانه قد حجب بعض المعقولات عن أن تدركها الحواس الباطنة كما ينبغي، لا أن ملأ العين من الشمس له دخل في إدراك ملكوت السماوات والأرض، كما قد يوجه بادئ الرأي من ظاهر الحديث.
* قوله: عن الصفة [ص 94 ح 10] كان المراد صفة الذات وتحديدها؛ تعالى الله عن ذلك.