عليه الروم وتابعهم النصارى فحصروه فخرج وكتب إلى أهل الكوفة فنفر إليهم في غداة أربعة آلاف على البغال يحببون الخيل فقدموا على أبي عبيدة في ثلاث بعد الوقعة فكتب فيهم إلى عمر وقد انتهى إلى الجابية فكتب إليه أن أشركهم فإنهم قد نفروا إليكم وتفرق لهم عدوكم (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن طلحة عن ماهان قال كان لعمر أربعة آلاف فرس عدة لكون إن كان يشتيها في قبلة قصر الكوفة وميسرته ومن أجل ذلك يسمى ذلك المكان الآري إلى اليوم ويربعها فيما بين الفرات والأبيات من الكوفة مما يلي العاقول فسمته الأعاجم آخر الشاهجان يعنون معلف الامراء وكان قيمه عليها سلمان بن ربيعة الباهلي في نفر من أهل الكوفة يصنع سوابقها ويجريها في كل عام وبالبصرة نحو منها وقيمه عليها جزء بن معاوية وفي كل مصر من الأمصار الثمانية على قدرها فإن نابتهم نائبة ركب قوم وتقدموا إلى أن يستعد الناس (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن حلام عن شهر بن مالك بنحو منه فلما فرغوا رجعوا * وفي هذه السنة أعني سنة سبع عشرة افتتحت * (الجزيرة) * في رواية سيف وأما ابن إسحاق فإنه ذكر انها افتتحت في سنة تسع عشرة من الهجرة وذكر من سبب فتحها ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه أن عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص ان الله قد فتح على المسلمين الشأم والعراق فابعث من عندك جندا إلى الجزيرة وأمر عليهم أحد الثلاثة خالد بن عرفطة أو هاشم بن عتبة أو عياض بن غنم فلما انتهى إلى سعد كتاب عمر قال ما أخر أمير المؤمنين عياض بن غنم آخر القوم الا أنه له فيه هوى أن أوليه وأنا موليه فبعثه وبعث معه جيشا وبعث أبا موسى الأشعري وابنه عمر بن سعد وهو غلام حدث السن ليس إليه من الامر شئ وعثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفي وذلك في سنة تسع عشرة فخرج عياض إلى الجزيرة فنزل بجنده على الرهاء فصالحه أهلها على
(١٥٥)